حسن البصري اعتقل رجال الأمن بحي صفيحي تابع لمقاطعة سيدي مومن رب أسرة، بعد أن تبين أنه يذبح الكلاب في بيته، وانتقل إلى عين المكان قائد المقاطعة الحضرية رفقة أفراد من مصلحة حفظ الصحة بجماعة سيدي مومن والضابطة القضائية والشرطة العلمية، صباح أمس الأربعاء، حيث وقف الجميع على كلب كبير الحجم وهو «مسلوخ» على طريقة الأكباش ومعلق في سقف البيت، بينما كانت آنية الطبخ جاهزة في انتظار لحم الكلب المذبوح بعناية فائقة. وحسب مصادر «المساء»، فإن زوجة ناحر الكلاب هي التي قامت بالتبليغ عنه لدى قائد المقاطعة، الذي أشعر بقية الجهات المعنية وانتقل إلى المسلخ لمعاينة الواقعة الغريبة. وعلى الفور باشرت الشرطة العلمية وجهاز حفظ الصحة التدابير اللازمة للكشف عن أسباب هذا الفعل، الذي يبدو من خلال المعلومات الأولى أن الغاية منه ليست الكسب المالي، بينما ذهبت تكهنات المحققين إلى وجود منفعة مالية من هذا الفعل، لأن الفاعل، وهو رجل في الثلاثين من عمره، يملك قطيعا من الغنم، أي أنه يحمل صفة كساب، مما عزز فرضية تسويق المنتوج «الكلبي»، خاصة أن الجالية الصينية المقيمة في الدارالبيضاء تستهدف الحيوانات الأليفة من قطط وكلاب وتسعى إلى تحويل لحمها إلى وجبات غذائية آسيوية، رغم أن المتهم لا يملك محلا لبيع اللحوم ويعيش حسب المقربين منه حياة عادية بسيطة، دون أن تظهر عليه أعراض اختلالات تحوله إلى جزار للكلاب. وعلى الفور، قامت مصالح حفظ الصحة، التابعة لمقاطعة سيدي مومن، بحملة تمشيطية في الحي الصفيحي والمزبلة المدفونة بالقرب منه، بحثا عن جثث للكلاب والقطط، بعد أن ظهرت مؤشرات على وجود أشلاء كلاب في المزبلة، مما يقوي فرضية نحر الكلاب الضالة في هذه المنطقة التي يعرفها البيضاويون باسم «مزبلة ميركان»، قبل أن يتحول المطرح إلى مديونة، وستقوم المصالح المختصة بحملة لتخليص المنطقة من الكلاب التي تشكل خطرا على الساكنة. وقال مصدر أمني إن مثل هذه الحالات غالبا ما يتم كشفها في الأحياء الصفيحية، القريبة من مطارح الأزبال، نظرا لتردد الكلاب الضالة عليها، وأضاف أن التحقيق هو الذي سيقود إلى معرفة نوايا الفاعل، وما إذا كان الأمر يتعلق بعمل تجاري سري على غرار كثير من باعة لحوم الكلاب والحمير الذين سبق اعتقالهم، أو أن المسألة مجرد نزوة ناتجة عن اختلال ذهني، مشيرا إلى أن المثير في القضية هو وجود تبليغ من طرف الزوجة. وتحلق عدد كبير من المواطنين حول بيت المتهم، أغلبهم أجمعوا على ضرورة القيام بفحص عينات من اللحوم والنقانق التي يروجها باعة متجولون في المنطقة بأسعار تفضيلية، للوقوف على ما إذا كان ذابح الكلب هو المزود الرئيسي للمطاعم المتجولة.