فجر الدولي المغربي عادل تاعرابت «قنبلة» من العيار الثقيل، عندما أعلن اعتزاله الدولي من المنتخب الوطني، ملمحا إلى أنه لا يرغب في اللعب للمنتخب الوطني تحت قيادة البلجيكي إيريك غيريتس. تاعرابت في حواره مع برنامج «لويس أطاك»، على «راديو مونتي كارلو»، كشف عن الكثير من الأشياء، اعترف مجددا بخطئه لما غادر تجمع المنتخب الوطني قبل مباراة الجزائر في رابع يونيو، وأوضح أنه لما عاد إلى المنتخب طلب منه غيريتس عدم الاحتجاج أو التذمر سواء اعتمد عليه أساسيا أو تركه احتياطيا، قبل أن يشكك في إمكانيات غيريتس ووصف المدرب الكبير الذي يطلق عليه، بل إنه ذهب إلى التأكيد أن غيريتس لم يقدم أي شيء للمنتخب الوطني وأنه لو كان مدرب غيره هو الذي قاد المغرب في نهائيات الغابون لتمكن من تجاوز الدور الأول. تصريحات تاعرابت ليست عادية، إنها من لاعب أمضى في المنتخب الوطني ثلاث سنوات، ويمارس اليوم في الدوري الإنجليزي، ضمن فريق كوينز بارك رانجيرز ويرى كثيرون أنه واحد من أفضل المواهب الكروية الصاعدة في العالم. منذ مجيء غيريتس إلى المنتخب الوطني وهذا المدرب يثير الكثير من الجدل، سواء من خلال طريقة تعاقد الجامعة معه، أو من خلال قضية راتبه، أو نتائجه مع المنتخب الوطني. وبعد أن انتقد العديد من المتتبعين، من تقنيين وصحفيين غيريتس وطريقة قيادته للمنتخب الوطني جاء الدور اليوم على واحد من اللاعبين وهو عادل تاعرابت الذي أماط اللثام عن كثير مما يحس به تجاه مدربه. لقد تحدث عن غياب العدل في منح الفرصة للاعبين، وعن محاباة للبعض، قبل أن يقول بالواضح إنه لا يريد من غيريتس أن يجعله صديقا له، ولكنه يرغب في أن يمنحه الفرصة كغيره من اللاعبين، وإذا أظهر أنه يستحق أن يلعب فليشركه. يوصف تاعرابت بأنه لاعب مشاكس، بل هناك من يعتبره مزاجيا، وأنه يرفض الجلوس في كرسي الاحتياط، لكن أسوأ ما يمكن أن يحدث للاعب كرة القدم هو عندما يستشعر أن هناك غيابا للعدل في قرارات المدربين، وأن أشياء أخرى هي التي تتحكم في الاختيارات، أو أن يشعر اللاعب أنه مستهدف، فتاعرابت في تصريحاته يرفض أن يتم تحميله مسؤولية إخفاق الغابون الذي وصفه ب«المذل». وإذا كان ليس من حق تاعرابت أن يربط حضوره للمنتخب الوطني ولعبه له بالمدرب غيريتس، فإن من حقه على الجامعة أن تقرأ تصريحاته جيدا وأن تستشعر الخطر، فكلام تاعرابت جرس إنذار جديد ودليل على أن أسوأ الأيام مازال لم يعشها المنتخب الوطني مع غيريتس بعد.