امتزجت أجواء إحياء الذكرى الأربعينية لوفاة الممرضة «إيمان أوبلوش» بإقليم أسا الزاك، بأجواء احتجاج عشرات المواطنين الذين تجمّعوا بالقرب من مكان التأبين. ولم يترك هؤلاء فرصة حضور وزير الصحة إلى بلدية الزاك للمشاركة في هذا الحفل التأبيني دون أن يلفتوا انتباه المسؤول الحكومي إلى ما تضمّنته لافتاتهم التي تحمل عبارات الترحيب وفي الوقت ذاته عبارات الاستنكار للوضع (الكارثي) لقطاع الصحة بالمنطقة، وعدم الاستعداد للتراجع عن مطالبهم المتمثلة أساسا في توفير وحدة المستعجلات وتجهيز المستشفى وتوسيع بناية المركز الصحي مع توفير الأطر الطبية اللازمة والسكن الملائم لها. وفي تعليقه على المطالب المذكورة، قال وزير الصحة، الحسين الوردي، في تصريح ل«المساء» إن هذه الاحتجاجات مشروعة ويجب أن تُحترم لأنها كانت حضارية، وقال إنه طلب الاستماع إلى خمسة ممثلين عن المحتجين وتسلّم منهم ملفهم المطلبي الذي قال عنه المسؤول المذكور إنه تضمن «مطالب معقولة»، متعهّدا في التصريح ذاته بأن تستفيد منطقة «الزاك» من وحدة لمستعجلات القرب ضمن 30 وحدة من أصل 80 تمّت برمجتها على الصعيد الوطني. وفي تساؤل ل«المساء» حول رؤية الوزارة لتحسين الخدمات الصحية على صعيد جهة كلميمالسمارة، وما تداولته عدّة أوساط من حاجة المنطقة إلى إنشاء مستشفى ذي طابع جهوي، قال المسؤول الحكومي إن الهاجس الذي يحكم الوزارة هو الخدمات المقدمة للمواطنين، وليست أسماء المستشفيات، واعتبر أن التحدي المطروح يتمثل في توفير التخصصات في مختلف المستشفيات من طب الجراحة وطب الأطفال وطب التوليد والمستعجلات وغيرها. وخلال هذا الحفل التأبيني الذي نظمته أسرة الصحة بإقليم أسا الزاك إحياء للذكرى الأربعين لرحيل الممرضة التي توفيت بسبب انقلاب سيارة إسعاف كانت تنقل طفلة نهشتها الكلاب الضالة بمنطقة الزاك، لفت ممثل المجتمع المدني انتباه الحاضرين إلى ظاهرة الكلاب الضالة، وأشار في كلمته إلى أنها «تصول وتجول في أنحاء المدينة دون أي اهتمام ومراقبة من السلطات المعنية». وفي السياق ذاته، حذّر رئيس المجلس الإقليمي لأسا ممّا لا تُحمد عقباه إن استمر الحال على ما هو عليه بخصوص ما وصفه ب«الخصاص الهائل» في قطاع الصحة، وقال «إن الإقليم لم يبلغ منذ إحداثه هذه الدرجة من الخصاص على مستوى الأطر الطبية وشبة الطبية، حيث تراجع عدد الأطباء من 24 طبيبا إلى 12 طبيبا أربعة منهم يعملون بالإدارة وطبيب وحيد بالمراكز الصحية بمدينة أسا»، وذكر المتحدّث أن المستشفى الإقليمي لأسا لا يتوفر على طبيب للتخدير، وأن الحاجة ماسة إلى تعويض ثلاث سيارات إسعاف متهالكة. من جانب آخر، سلّمت الجامعة الوطنية لقطاع الصحة بأسا الزاك ملفا مطلبيا إلى وزير الصحة يتضمن المطالبة بتعيينات جديدة في الأطر والممرضين، ومراجعة نسبة الممرضين المستفيدين من الحج، وتوفير الأمن بالمستشفى الإقليمي لأسا، وترقية ستّة أطر من مساعدين تقنيين إلى تقنيين مسعفين نظرا لقيامهم بمهام خارج الإطار منذ سنة 1998، فضلا عن التعجيل بصرف التعويضات عن الحراسة والإلزامية.