تسبب انفجار الأنبوب الرئيسي للماء الصالح للشرب بالعيونالشرقية، صباح أمس الثلاثاء، في خسائر مادية لعدد كبير من الباعة الذين يعرضون بضائعهم على جنبات السوق الأسبوعي، حيث جرفت المياه الأواني والملابس والمواد الغذائية والخضر والفواكه أمام اندهاش الباعة والمواطنين الذي عجزوا عن إنقاذها أمام قوة جريان المياه التي تحولت إلى سيول وأوحال، كما أن المياه غمرت الطريق المؤدية إلى بركان ومدخل الطريق السيار وجدة – فاس، الأمر الذي خلف اضطرابا ملحوظا في حركة السير . وتعذر على العديد من المواطنين عبور الطرقات التي غمرتها المياه، من وإلى وسط السوق الأسبوعي لمدينة العيونالشرقية بمحاذاة مقبرة مولاي عبد القادر في منطقة تعرف تجمعا كبيرا لمياه الأمطار، وتحول المشهد إلى نافورة كبيرة يمكن مشاهدتها على بعد عشرات الأمتار، نظرا لارتفاع المياه المتصاعدة من الأنبوب المنفجر إلى حوالي 10 أمتار، وقد استمر هذا التدفق لساعات .. وليست هذه هي المرة الأولى التي ينفجر فيها الأنبوب الرئيسي للماء الصالح للشرب، الذي يزود مدن الجهة الشرقية وسبع جماعات قروية أخرى بالماء الصالح للشرب انطلاقا من سد مشرع حمادي، فقد سبق للأنبوب أن انفجر في نفس النقطة بنفس المنطقة منذ حوالي السنة، كما أن هناك نقطا عديدة على طول الأنبوب تتسرب منها المياه بكميات وافرة إلى الحقول والأراضي الفلاحية المجاورة، التي تحولت إلى شبه برك مائية في بعض المناطق، في ظل عجز المكتب الوطني للماء الصالح للشرب عن إصلاحه. وتوجد أكثر من 6 انفجارات بأنابيب نقل المياه في المجال الترابي للعيون الشرقية، أقربها نقطة التسرب بالقرب من قنطرة واد بورديم على مستوى الطريق الرئيسية الرابطة بين العيونالشرقيةووجدة، والذي أصبح بمثابة محج للعديد من سكان المدينة وسائقي الشاحنات والسيارات قصد الاستجمام والترويح عن النفس بالمياه الباردة الغزيرة التي تتدفق منه باتجاه الحقول القريبة، والتي يستغل أصحابها المياه المتدفقة لسقي أراضيهم الفلاحية. ويرى العديد من المواطنين أن هذه الوضعية جاءت نتيجة الأشغال التي صاحبت إنجاز أنابيب الماء الصالح للشرب، والتي اتسمت، حسب نظرهم، بالسرعة وافتقرت إلى المهنية المطلوبة لتكشف عن حجم الاختلالات الكبيرة في الأشغال، مؤكدين أن مثل هذه الحوادث لا تكاد تنقطع، وفي كل مرة تستمر معها عمليات الإصلاح أياما وأسابيع طويلة نظرا لصعوبتها.