سقط فريق الرجاء البيضاوي مرة أخرى في البطولة «الاحترافية» لكرة القدم، عقب هزيمته أمام وداد فاس، بهدفين لواحد، لتتعقد وضعية الفريق، الذي سيواجه غدا الثلاثاء فريق اتحاد الخميسات، وتنتظره الأحد المقبل مباراة إياب الدور الثاني لعصبة الأبطال الإفريقية أمام تشيلسي الغاني، الذي خسر أمامه ذهابا، بخمسة أهداف لصفر. خسارة الرجاء، جاءت لتؤكد الوضعية الخطيرة التي يوجد فيها الفريق «الأخضر» وكيف أنه أصبح على حافة «الهاوية». وإذا كانت هزيمة الفريق «الأخضر» كشفت بالواضح أن الفريق يدفع ثمن الأخطاء الفادحة لمكتبه المسير، والتي بدأت قبل انطلاقة الموسم، إلا أن الخروج منها يفرض الاعتراف بداية بالأخطاء المرتبكة، وبتغيير جذري يجب أن يطال الفريق، خصوصا وأن الوقائع كشفت أنه يدبر بشكل هاو لا يليق واسم الرجاء. لم تكن هزيمة الرجاء أمام وداد فاس النقطة الوحيدة المثيرة للانتباه في مباريات الجولة 23 من البطولة. لقد كان الشغب الذي عرفته مباراة الوداد الرياضي والنادي القنيطري، نقطة سوداء، خصوصا أنه شهد مواجهات بين جمهوري الفريقين، ثم مع رجال الأمن، وعاش الجمهور الذي جاء إلى الملعب لحظات رعب، وبدا كما لو أن هذه الوقائع تجري في سوريا أو العراق وليس في ملعب لكرة القدم يقع في قلب العاصمة الاقتصادية للمملكة، من المفروض أن يكون مسرحا للمتعة وليس للتخريب والدم والنار. لم تقتصر المواجهات على جمهوري الفريقين، بل إنها امتدت لتشمل أفرادا من جمهور الوداد وحارس الفريق وعميده نادر لمياغري، فبعد أن حملوه مسؤولية الهدف الذي دخل مرمى الوداد انتفض لمياغري غاضبا ودخل في ملاسنات مع جمهور الفريق، كادت أن تتطور إلى الأسوأ لولا الألطاف الإلهية. من حق لمياغري أن يرفض تحميله مسؤولية الهدف، وأن يلقي بها في ملعب آخر، لكن مسؤولية العميد هي تلطيف الأجواء وتهدئة الجمهور، بتصرفات حكيمة، وليس الدخول معهم في ملاسنات قد تكون نتائجها وخيمة. ثم إن لاعب كرة القدم كما أنه يحمل فوق الأكتاف ويتغنى الجمهور باسمه بعد كل فوز أو أداء جيد يقدمه، فإن عليه أيضا أن يدرك أنه معرض للنقد وقد يكون عرضة للاحتجاج من طرف الجمهور، وأن ذلك يدخل ضمن ضرائب الممارسة الكروية. لقد قذف الجمهور لاعبين كبار في الملاعب الأوروبية بالبيض والطماطم، احتجاجا على أدائهم، لكن لا أحد منهم دخل في مواجهات مع الجمهور.