فاز الكاتب اللبناني ربيع جابر بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) في دورتها الخامسة عن روايته «دروز بلغراد.. حكاية حنا يعقوب». وكانت ست روايات من مصر ولبنان والجزائر وتونس قد تأهلت ضمن القائمة القصيرة التي أعلنت في القاهرة يوم 11 يناير، فقد نافست خمس روايات رواية جابر، وهي هي «العاطل»، للمصري ناصر عراق، و«عناق عند جسر بروكلين»، للمصري عز الدين شكري فشير، و«شريد المناز»، للبناني جبور الدويهي، و«دمية النار»، للجزائري بشير مفتي، و»نساء البساتي»، للتونسي الحبيب السالمي. يذكر أن كل مؤلف تأهلت روايته للقائمة القصيرة يحصل على 10 الآف دولار، أما الفائز فيحصل على 50 ألف دولار أخرى. وتنظم الجائزة برعاية مؤسسة جائزة بوكر البريطانية ومنتمويل «مؤسسة الامارات للنفع الاجتماعي». وفي تصريح له، قال الكاتب السورى جورج طرابيشى، رئيس لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية، فى نسختها العربية «البوكر»، إن لجنة التحكيم اتفقت، بالغالبية وبعد طول نقاش، على منح الجائزة العالمية للرواية العربية فى دورتها الخامسة لرواية «دروز بلغراد: حكاية حنا يعقوب»، لمؤلفها ربيع جابر، لتصويرها القوى هشاشة الوضع الإنسانى من خلال إعادة خلق فترة تاريخية ماضية فى لغة عالية الحساسية. وأضافت طرابيشى، في مؤتمر صحافى أقيم بالمناسبة فى العاصمة الإماراتية أبو ظبي، للإعلان عن الفائز بجائزة العالمية للرواية العربية، في دورتها الخامسة، أنه لو كان النظام الداخلى للجائزة يسمح بأن يكون الفائز أكثر من واحد لتم ترشيح روايات القائمة القصيرة الست كلها لكي تفوز بالجائزة. ويذكرأن هذه هي المرة الثانية التى يتم ترشيح ربيع جابر بالجائزة العالمية للرواية العربية، حيث كانت المرة الأولى فى دورة عام 2010، عن روايته «أميركا». وتتناول رواية»دروز بلغراد» واقع الحال في لبنان بعد حرب 1860 الأهلية في جبل لبنان، وتحكي قصة رجل مسيحي من بيروت هو «حنا يعقوب»، بائع البيض الذي وضعه قدَره في ساعة نحس على أرصفة المرفأ، لتنقلب حياته رأسا على عقب نتيجة قدَره «الأسود»، حيث يتم نفيه واقتياده مع عدد من المقاتلين الدروز عبر البحر إلى قلعة بلغراد عند تخوم الامبراطورية العثمانية، بدلا من شخص أطلق سراحه بعد أن دفع والده رشوة للضابط العثماني. وتسجل الرواية معاناة حنا وبقية السجناء على امتداد 12 سنة من السجن في بلغراد وغيرها من بلاد البلقان. وقال جوناثان تايلور، رئيس مجلس أمناء الجائزة، إن «العام الحالى هو عام هام فى تاريخ الجائزة، إذ يُعلن الليلة، وبعد خمس سنوات ناجحة، عن الفائز بجائزة العام 2012. وإنه لمصدر فخر لنا أننا استطعنا، على مدى السنوات الخمس الماضية، أن نكفل التقدير المعنوى والمكافأة المادية معا للفن الروائى الأدبى المتميز فى اللغة العربية، وإنه لمبعث سرور لدي أننا تمكّنّا، عن طريق الترجمة، من أن نتيح جمهوراً قارئاً على مستوى عالمي، ليس فقط للفائزين وإنما أيضا للعديد من كتّاب القائمة القصيرة». وقالت سلوى المقدادى، رئيسة برنامج الفنون والثقافة فى «مؤسسة الإمارات»، إن «المؤسسة فخورة بكونها الجهة الممولة للجائزة وواحدة من المؤسسات التى سعت إلى إطلاقها فى سماء الأدب العربي. إن هذه الجائزة تثبت، وبشكل متميز كل سنة، أهميتها في تحريك المشهد الأدبى، وخاصة بين الشباب من الكتاب الذين ظهر جليا تميزهم فى دورة هذا العام، من خلال ترشيح عدد منهم للقائمة الطويلة للجائزة». وقد اختير الفائز هذا العام من ضمن لائحة قصيرة اشتملت على الروايات الست، والتي كان قد تمّ الإعلان عنها في القاهرة في وقت سابق من هذا العام، من قِبَل لجنة التحكيم للعام 2012، المُشكَّلة من جورج طرابيشي، رئيسا وأربعة أعضاء، هم: الصحافية والناقدة الأدبية اللبنانية مودي بيطار والأكاديمية المصرية الناشطة في مجال حقوق المرأة هدى الصدّة والأكاديمية والكاتبة القطرية هدى النعيمي، إلى جانب الأكاديمي والباحث والمترجم غونزالو فرناندز باريللا. ويشار إلى أنه إضافة إلى قيمة الجائزة، البالغة 50 ألف دولار أمريكي، ستحظى رواية «دروز بلغراد» بالترجمة إلى اللغة الإنجليزية، إلى جانب حيازتها مكانة عالمية، مما سيحقق الزيادة في مبيعاتها. ويذكر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، حصل كل الفائزين بالجائزة على عقود نشر باللغة الإنجليزية لرواياتهم. وسيتم نشر الترجمات الإنجليزية للروايات الفائزة لكل من يوسف زيدان وعبده خال ومحمد الأشعري في العام الحالي 2012. ويذكر أن عام 2012 يمثّل الذكرى الخامسة لإطلاق الجائزة العالمية للرواية العربية، والتي احتلت منذ تأسيسها مكان الصدارة كجائزة أدبية عربية عالمية يُشهد لها بالالتزام الصارم بالاستقلالية والشفافية، والنزاهة. وتحظى الجائزة بدعم «مؤسسة جائزة البوكر» في لندن، ويجري تمويلها من قبل «مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي». وجابر روائي وصحافي لبناني من مواليد بيروت عام 1972. محرّر الملحق الثقافي الأسبوعي «آفاق» في جريدة «الحياة» منذ سنة 2001. حازت روايته الأولى «سيد العتمة» جائزة «الناقد» للرواية سنة 1992. ومنذ ذلك الوقت، أصدر 16 رواية، منها «شاي أسود»، «البيت الأخير»، «يوسف الإنجليزي»، «رحلة الغرناطي» (صدرت بالألمانية في برلين عام 2005)، «بيريتوس: مدينة تحت الأرض» (صدرت بالفرنسية عام 2009 عن دار «غاليمار») و«أميركا»، التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2010.