أعلنت لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"، أخيرا، عن القائمة الطويلة، التي تتنافس على الجائزة في دورتها الخامسة لسنة 2012 ، وتضم 13 رواية جرى اختيارها من بين 101 رواية عربية مشاركة من 15 بلدا جرى نشرها السنة الجارية. وينتمي الكتاب الثلاثة عشر المرشحون للقائمة الطويلة إلى سبعة أقطار عربية مختلفة، لا يوجد من ضمنها المغرب، 4 كتاب من مصر، و4 كتاب من لبنان، وتوزع باقي الكتاب على كل من الأردن، وسوريا، والعراق، والجزائر، وتونس. وتعد هذه المرة الأولى من تاريخ الجائزة، التي بلغت سنتها الخامسة، التي يوجد فيها المغرب خارج المنافسة من هذه الجائزة العربية، التي عرفت في السنوات الماضية حضورا قويا للمغرب في القائمة الطويلة، وفي القائمة القصيرة، إذ فاز بها المغرب مناصفة السنة الماضية مع السعودية في شخص الكاتب والشاعر محمد الأشعري عن روايته "القوس والفراشة"، والكاتبة السعودية رجاء عالم عن روايتها "طوق الحمام". وهو ما يطرح سؤالا حول الإنتاج الروائي المغربي للسنة الجارية، الذي عرف صدور مجموعة من الأعمال من ضمنها رواية ليوسف فاضل، وأخرى لحسن نجمي، وأعمال أخرى لا مجال لذكرها. الشيء نفسه ينطبق على مجموعة من البلدان مثل السعودية، والكويت، والإمارات، وقطر، التي كان البعض منها حاضرا في ترشيحات القائمة الطويلة، بل منها من حصل على هذه الجائزة مرتين، وهي السعودية، التي توج كاتبها عبدو خال سنة 2010 بجائزة البوكر عن روايته "ترمي بشرر"، ورجاء عالم سنة 2011 عن روايتها "طوق الحمام"، وهو ما اعتبر مفاجأة لمتابعي الشأن الثقافي السعودي. وتضم القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية الروايات التالية: "سرمدة" للسوري فادي عزام عن دار "ثقافة للنشر"، و"تبليط البحر" للبناني رشيد الضعيف عن "رياض الريس"، و"شريد المنازل" للبناني جبور الدويهي عن "دار النهار"، و"دروز بلغراد" للبناني ربيع جابر عن "المركز الثقافي العربي"، و"عناق عند جسر بروكلين" للمصري عز الدين شكري فشير عن "دار العين"، و"العاطل" للمصري ناصر عراق عن "الدار المصرية اللبنانية"، و"دمية النار" للجزائري بشير مفتي عن "منشورات الاختلاف"، و"تحت سماء كوبنهاغن" للعراقية/ الدنماركية حوراء النداوي عن "دار الساقي"، و"حقائب الذاكرة" للبناني شربل قطان عن "دارنوفل"، و"كائنات الحزن الليلية" للمصري محمد الرفاعي عن "دار ميريت"، و"نساء البساتين" للتونسي الحبيب السالمي عن "دار الآداب"، و"رحلة خير الدين العجيبة" للأردني إبراهيم زعرور عن "دار فضاءات"، و"النبطي" للمصري يوسف زيدان عن "دار الشروق". وتسلط عدد من هذه الروايات الضوء على الحرب اللبنانية، في حين تتناول روايات أخرى مواضيع شائعة مثل التشرد، والفقدان، والاغتراب، إضافة إلى التحديات، التي يواجهها الناس في إعادة اكتشاف الجذور والبحث عن الهوية. اختارت هذه الروايات لجنة تحكيم مؤلفة من خمسة متخصصين في مجال الأدب العربي، سيجري الإعلان عن أسمائهم في القاهرة في 7 دجنبر المقبل، وهو التاريخ، الذي سيعلن فيه عن القائمة القصيرة للجائزة لسنة 2012. وعلق رئيس لجنة تحكيم جائزة البوكر العربية في دورتها الخامسة لسنة 2012 على القائمة الطويلة قائلا "تنعقد الدورة الخامسة للجائزة العالمية للرواية العربية في ظل ظروف استثنائية، تتمثل بانتفاضات شعوب عربية ضد أنظمة الاستبداد المتأصلة في أكثر من قطر منذ عقود مديدة. ومن دون أن نزعم أن الروايات المرشحة لهذه الدورة تنبأت على نحو مباشر بالربيع العربي، فإن العديد منها رسم الأجواء الخانقة، التي كانت سائدة قبل انفجار تلك الانتفاضات، وأدخلت قارئها إلى العالم التحتي لأجهزة الشرطة السرية، وجسدت الظمأ إلى الحرية لدى العديد من أبطالها الرئيسيين أو الثانويين، منددة في الوقت ذاته بانتهازية المتعاملين منهم مع تلك الأجهزة". وأضاف رئيس لجنة التحكيم، الذي لن يفصح عن اسمه قبل الإعلان عن أسماء الفائزين بالجائزة "لقد أصبحت الجائزة، التى تحتفل بعامها الخامس سنة 2012، حدثا ثقافيا رائدا في العالم العربي، ويشاد بهذه الجائزة لكونها الجائزة الأدبية الأولى للكتابة باللغة العربية، فيما وصفتها صحف أجنبية عالمية مثل "ذا تايمز" على أنها "معيار للتفوق الأدبى"، وهي الجائزة الأولى من نوعها في العالم العربي من حيث التزامها بالشفافية والاستقلالية والنزاهة، وتهدف الجائزة إلى تقديم أفضل الروايات العربية المعاصرة، وتشجيع قراءة الأدب العربي على نطاق دولي أوسع من خلال الترجمة". سيجري الإعلان عن الفائز بجائزة البوكر العربية في حفل يقام بأبو ظبي يوم 27 مارس سنة 2012، ضمن أمسية معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، وسيحصل كل من الكتاب الستة في القائمة القصيرة على مكافأة قدرها 10 آلاف دولار، إضافة إلى 50 ألف دولار أخرى تكون من نصيب الفائز.