مازالت تداعيات الإضراب الذي يخوضه مستخدمو شركة النقل الحضري بكل من مدينتي الجديدة وآزمور ترخي بظلالها على المدينتين منذ الأسبوع الماضي، إذ دخل الطلبة والطالبات على خط الاحتجاج بعد تضررهم من توقف حافلات الشركة الوحيدة للنقل الحضري بالمدينتين، حيث قاموا بتنظيم مسيرة احتجاجية تضامنية مع المستخدمين في اتجاه مقر باشوية مدينة آزمور، وهي المسيرة التي توجت بعقد لقاء مع باشا المدينة ومفتش الشغل، فيما تخلف عنه ممثل شركة النقل الحضري «آزما»، مما أغضب المستخدمين المحتجين، الذين اعتبروا عدم حضور المسؤول عن الشركة تعنتا من الشركة وعدم الرغبة في حل المشاكل التي يعاني منها المستخدمون، والمتمثلة حسب مصادر منهم في احترام أوقات العمل القانونية والتعويض عن الساعات الإضافية والتعويض عن عطل الأعياد وعدم اللجوء إلى الاقتطاع من الأجرة في حالة الأعطاب التي تتعرض لها الحافلات من حين لآخر، كما يطالب المستخدمون بالتزام الشركة بالحد الأدنى للأجور والالتزام بدفتر التحملات إضافة إلى تمتيعهم بخدمات الضمان الاجتماعي. إلى ذلك، عقد باشا المدينة لقاء آخر مع ممثلين عن الطلبة والطالبات المحتجين، خاصة المتوفرين على بطائق الانخراط الشهرية أو السنوية لدى شركة النقل آزما، والذين عبروا عن تذمرهم من اضطراهم لأداء واجبات النقل بشكل يومي لأصحاب حافلات المسافرين التي استقدمتها السلطات المحلية لحل أزمة النقل بشكل مؤقت، حيث تم الاتفاق على أن يعفى عشرة من حاملي البطائق من الأداء في كل رحلة إلى حين توصل الأطراف المعنية إلى حلول . وارتباطا بالموضوع، وجه رئيس المجلس البلدي لمدينة الجديدة رسالة إلى مدير شركة النقل الحضري آزما عبر فيها عن أسفه للإضراب الذي دخله المستخدمون، والذي قال إنه أثر سلبا على الخدمة العمومية للمواطنين بالمدينة، كما استفسر رئيس المجلس، في الرسالة التي حصلت «المساء» على نسخة منها، إدارة الشركة عن سبب توقف حافلاتها بخطوط النقل الحضري بالجديدة، طالبا منها التدخل الفوري لمعالجة هذا الأمر . وفي تصريح ل«المساء» قال عثمان حيمي، ممثل شركة النقل الحضري آزما بكل من الجديدة وآزمور، إن إدارة الشركة فوجئت بقرار الإضراب الذي دعت إليه الكنفدرالية يوم الاثنين الماضي لكون الشركة كانت ولازالت مستعدة للجلوس إلى طاولة الحوار وتدارس الملف المطلبي، لكن بمقر الشركة وليس في ضيافة السلطة المحلية، وهو ما برر به تخلفه عن حضور اجتماع الأربعاء بمقر الباشوية، كما أفاد حيمي أن جلسة الحوار التي كانت مبرمجة الأربعاء كانت على أساس رفع الإضراب وهو ما لم يتم، وقال حيمي إن ملف النقل الحضري في الجديدة وآزمور يتم تسييسه من طرف بعض الجهات التي لم تستطع الوفاء بوعودها إلى المواطنين باستقدام شركة جديدة إبان الحملة الانتخابية الأخيرة، مؤكدا في الوقت ذاته تفهم الشركة لمطالب المستخدمين وكذا معاناة الطلبة والمواطنين، وتشبث بضرورة حضور المعنيين إلى إدارة الشركة للتحاور. وبخصوص رسالة رئيس المجلس البلدي، قال حيمي إن الإدارة لازالت لم تتوصل بها بشكل رسمي وأكد أنها ستجيب عنها فور توصلها بها وستوضح فيها المشاكل التي تعاني منها الشركة وكذا الأطراف المعنية بمشكل النقل الحضري بالمدينتين.