شلّ العشرات من التلاميذ والتلميذات حركة 6 حافلات تابعة لشركة «أزما»، مساء أول الثلاثاء، في ملتقى الطرق المعروف ب»ملتقى مراكش» في مدينة الجديدة. كما تسببت هذه الحركة الاحتجاجية «العفوية» في عرقلة حرك المرور لقرابة الساعة، وعرفت هذه المحطة الاحتجاجية «احتكاكات» بين بعض مستخدَمي شركة النقل «أزما» والتلاميذ المحتجين، نتجت عنها إصابة أحد التلاميذ في ذراعه بعد أن أصابتْه حجارة «طائشة». وقد عاينت «المساء» هذه الاحتكاكات التي حاولت قوات الأمن وعناصر القوات المساعدة تفريقها، لتفادي تطورات أخطر. وقد جاء احتجاج التلاميذ للتعبير عن رفضهم استمرار شركة «أزما» في تدبير النقل الحضري في مدينة الجديدة وآزمور، واصفين خدماتها بالمتردية. كما طلب المحتجون برحيل الشركة عن المدينة. وقد جاءت هذه المحطة الاحتجاجية بعد محطتين احتجاجيتين في الأسبوع المنصرم، كانت الأولى أمام جامعة شعيب الدكالي والثانية عبارة عن مسيرة احتجاجية انطلقت ب«عفوية»، كذلك، من مدينة آزمور في اتجاه عمالة الجديدة، لولا تدخل السلطات لتفريقها، بعد قطعها بضع كيلومترات. وقال التلاميذ والتلميذات المحتجون إن أسطول الشركة لم يعد قادرا على تلبية طلب المواطنين والمواطنات الذين يستعملون الحافلات. كما وصف المحتجون الأشخاص الذين هاجموهم بالحجارة والقنينات ب«بلطجية» محسوبين على صاحب الشركة، في الوقت الذي نفى عثمان حيمي، المسؤول عن شركة «أزما» في كل من الجديدة وأزمور، أن يكون الشباب الذين تدخّلوا تابعين للشركة، مؤكدا، في تصريح ل«المساء»، أن الشركة تعاني، هي الأخرى، من مشاكل عديدة، في غياب الدعم الذي من المفترَض أن تقدمه وزارة الداخلية للنهوض بقطاع النقل الحضري. وردا على الأصوات التي تُطالب برحيل شركة «أزما» عن مدينتي أزمور والجديدة، قال نفس المتحدث إن عقد الشركة يمتد إلى سنة 2016، وعبّر، بدوره، عن تذمره من وضعية قطاع النقل الحضري في المغرب عامة وفي الجديدة خاصة. واعتبر حيمي أن 43 حافلة التي تتوفر عليها الشركة كافية لسد حاجيات مستعملي الحافلات في الجديدة، محمِّلا المسؤولية للجهات الأمنية، كذلك، والتي قال إنها أصبحت لا تتدخل لردع بعض المشاغبين الذين يُدمّرون الحافلات بمناسبة وبدون مناسبة، لاعتبارات باتت معروفة منذ شهور. وحسب مصادر من المجلس البلدي، فإن مطلب إدراج النقطة المتعلقة بمشكل تدبير النقل الحضري في المدينة بات يفرض ذاته في الدورة المقبلة، بالنظر إلى تفاقم الوضع وتزايد الاحتجاجات على وضعية النقل الخضري في المدينة. وقال نفس المصدر إن المجلس البلدي لمدينة الجديدة يجب أن يجد حلال جذريا لهذا المشكل، إما بتسوية الوضعية المادية مع الشركة السابقة، التي غادرت المدينة، وإما بإعداد دفتر تحملات جديد بمواصفات جيدة لفتح الباب أمام شركة ثانية، لتفادي «احتكار» شركة واحدة تدبير قطاع النقل الحضري في كل من الجديدة وأزمور وضمان المنافسة الشريفة في توفير ظروف جيدة للنقل.