الرباط محمد أحداد حل محمد الصبار، الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، بالحسيمة مساء أول أمس الأحد للاجتماع مع المسؤولين وفعاليات المجتمع المدني على خلفية أحداث بني بوعياش. وقال محمد الصبار إن منطقة الريف عانت سنوات من التهميش «بالرغم من وجود إقلاع اقتصادي في العقد الأخير»، مؤكدا أن «حجم المشاريع المنجزة بالمنطقة ليست كافية لتعويض منطقة رزحت تحت وطأة التهميش فترة طويلة». وأكد الصبار أن «اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان ستنكب على إنجاز تقرير شامل لمعرفة ما جرى فعلا في بلدة بني بوعياش والمناطق الأخرى التي اندلعت فيها المواجهات بين القوات العمومية والمحتجين». وأضاف الصبار أن «المدينة عرفت أشكالا احتجاجية غير منظمة طوال سنة كاملة، لكن الأمر تحول في الأخير إلى أمور خطيرة لا نريدها أن تتكرر»، مؤكدا على أن المجلس سيعد تقريرا كاملا حول ما صار يعرف بأحداث بني بوعياش. ودعا الصبار فعاليات المجتمع المدني بالإقليم إلى لعب «دور الوساطة بين السلطة والمحتجين لتحقيق المطالب وتفادي بعض التوترات التي من الممكن أن تنجم عن احتكاك المحتجين بالسلطة». ولم يخل اللقاء الذي جمع الصبار بجمعيات المجتمع المدني من دعوات بعض الفعاليات إلى «محاكمة المسؤولين الأمنيين المتورطين في تعنيف المتظاهرين ونهب ممتلكات المواطنين وحملات الاعتقال العشوائية»، وطالبت المجلس الوطني لحقوق الإنسان ب«تقصي الحقائق في الأحداث الخطيرة التي عرفتها مدينة بني بوعياش ومحاسبة كل المتورطين فيها». كما دعا بعض المشاركين في اللقاء «إلى معرفة الأسباب الحقيقية التي أدت بقوات الأمن إلى التدخل بعنف في هذه الأحداث»، متسائلين عن «مدى التزام الدولة بتحقيق مطالب المحتجين المشروعة». إلى ذلك، علمت»المساء» من مصادر مطلعة أن الصبار التقى أثناء زيارته مدينة الحسيمة مندوب الصحة، علاوة على الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف، وقائد القوات المساعدة، وبعض رؤساء الجماعات المحلية». وفي نفس السياق، شهدت مدينة بني بوعياش مسيرة احتجاجية نظمها منتدى شمال المغرب لحقوق الإنسان، قادمة من المناطق الشمالية للمغرب. ورفع المتظاهرون شعارات يطالبون فيها «برحيل المخزن عن المنطقة ورفع العسكرة ومحاكمة المتورطين في أحداث الريف». المتظاهرون انطلقوا من مدينة الحسيمة في اتجاه بلدة بني بوعياش قبل أن يحلوا بثانوية مولاي إسماعيل التي شهدت تدخلا أمنيا عنيفا في عز المواجهات بين قوات الأمن والمحتجين. في السياق نفسه، من المنتظر أن تبت محكمة الاستئناف بالحسيمة صباح غد في ملف ستة معتقلين على خلفية أحداث بني بوعياش، من بينهم ناشط حقوقي بمنتدى شمال المغرب لحقوق الإنسان. ويتابع المعتقلون الستة على خلفية أحداث بوكيدان بتهم «تكوين عصابة إجرامية وإضرام النار وقطع الطريق العام والتجمهر غير المسلح وغير المرخص له والاعتداء على القوات العمومية وإلحاق خسائر بملك الغير واقتحام مؤسسات عمومية».