أصيبت الطفلة (س.ب.) ذات التسع سنوات، والتي تعرضت لاغتصاب جماعي في خربة بأحد الأحياء الشعبية بمدينة فاس، بحالة هستيرية، صباح أمس، في بهو محكمة الاستئناف بفاس، واضطرت عائلتها إلى «بذل مجهودات» لتهدئتها، وتقدم 5 محامين كانوا شهودا على هذه الحالة للدفاع عنها تطوعا. وقالت إحدى شقيقاتها إن كل ما تطالب به العائلة هو أن تأخذ العدالة مجراها، في ظل حديث عن «نفوذ قوي» تحظى به عائلة أحد الشبان الذين اغتصبوها. وتعود وقائع العملية المرعبة للاغتصاب الجماعي لهذه الطفلة التي غادرت المدرسة قهرا بسبب الصدمة، وأحيلت على مستشفى الأمراض العقلية والنفسية بالمدينة للعلاج، إلى 6 نونبر 2010. فقد كلف أحد أفراد العائلة الطفلة الصغيرة بالتوجه إلى دكان قريب بحي سيدي بوجيدة الشعبي من أجل شراء حاجيات، لكن الطفلة خرجت ولم تعد، واستغرق تأخرها ما يقرب من ساعتين. مما دفع أفراد العائلة إلى إعلان حالة استنفار من أجل البحث عنها، إلى أن أخبرهم أحد أبناء الحي بأن الطفلة تعرضت ل«الاختطاف» من قبل شبان اقتادوها إلى منزل مهجور، حيث قاموا باغتصابها. أما الصدمة فهي أن العائلة وجدت الطفلة في المكان المهجور، شبه عارية، وهي تطلق صرخات بكاء حاد. وطبقا لمحاضر الشرطة، فإن الشبان المتهمين قاموا باستدراجها وهم في حالة سكر وأدخلوها إلى المكان المهجور ونزعوا عنها ثيابها تحت التهديد باستعمال السلاح الأبيض، وقام أحدهم بهتك عرضها من المؤخرة والأمام، بينما كان 4 آخرون يحتسون الخمر. وقال شاب آخر في تصريحاته للشرطة إنه قام بدوره بالاعتداء الجنسي عليها. ورصد تقرير لمدير مستشفى الأمراض العقلية والنفسية بفاس هذه الحالة الصادمة، وقال إن الطفلة كانت ضحية اعتداء من طرف عدة أشخاص، حاولوا اغتصابها، ما تسبب لها في عدة إصابات جسدية ورضوض وكدمات متفرقة في أنحاء متفرقة من جسدها. وأورد بأن الطفلة تعاني من اضطرابات نفسية على شكل نوبات هيجان وصراخ متكرر وخوف شديد بسببه لم تعد قادرة على مغادرة المنزل بمفردها. كما أنها تعاني من التوجس والخوف من الناس العاديين ولا تقدر على الانفصال عن عائلتها، وتعاني من اضطرابات في النوم وحدوث أحلام مخيفة وكوابيس، خاصة تكرار مشاهد العنف والاعتداء اللذين تعرضت لهما. واستمعت عناصر الشرطة إلى أحد المتهمين في منزل عائلته بمبرر تعرضه لاعتداء من قبل أطراف من عائلة الطفلة، حصل على إثره على شهادة طبية تحدد مدة العجز البدني في 180 يوما، وتم اعتقال شقيق الطفلة وصهره وأحد الشهود على خلفية اتهام هذا الشاب لهم بالاعتداء عليه، ونفى الشاب الذي تتهمه العائلة بالوقوف وراء العملية، أن يكون ارتكب الجريمة، كما نفى أن يكون على علاقة بالشاب المعتقل على خلفية الملف، والذي أورد في تصريحاته بأنه كان برفقته أثناء تنفيذ الاختطاف والاحتجاز وهتك عرض القاصر. وظلت عائلة الطفلة تطالب بإعادة فتح التحقيق في الملف، ما أسفر، منذ حوالي 3 أشهر، عن اعتقال هذا الشاب، بينما يوجد شاب آخر متهم بدوره من قبل العائلة في حالة فرار، أما الشاب الرابع فإنه لم يعتقل.