كشف تقرير داخلي صادر عن قسم التنمية المستدامة، التابع للمكتب الوطني للمطارات، أنه تم العثور في المولدات الكهربائية لمطار محمد الخامس على مادة ملوثة وسامة جدا تسمى بولي كلورو بيفينيل «PCB»، لم يتم التخلص منها بطريقة ملائمة. وأكد التقرير، الذي توصل به المدير العام دليل الكندوز في 3 ماي الماضي، وجود كميات مهمة من المادة المذكورة في المولدات الكهربائية للمطار التي تم تفكيكها ولم يتم التعامل مع هذه المادة السامة بالشكل المطلوب دوليا في التعامل معها ومع مثيلاتها من المواد شديدة الخطورة على الصحة والبيئة. وأوضح التقرير أن الخلاصات المتوصل إليها تمت بناء على تحريات دقيقة حول مادة ال«PCB» تم إجراؤها يوم الاثنين 11 أبريل الماضي في المركز الكهربائي المعروف ب«POSTE 60» في مطار محمد الخامس برئاسة رئيس قسم التنمية المستدامة ومشاركة مهندس من مصلحة الصيانة والمسؤول عن البيئة في مطار محمد الخامس في إطار المشروع رقم «DD6000»، مضيفا أن هذه المادة السامة تؤثر في حالة ملامسة الإنسان لها على الجلد والهرمونات والكبد والجهاز العصبي وعلى النمو كذلك بالنسبة إلى الأطفال. وأشار التقرير إلى أن المكتب الوطني للمطارات أجرى خلال سنة 2007 عملية إزالة لمادة بولي كلورو بيفينيل «PCB» مع تحسيس وتكوين العاملين التقنيين في مجال تركيب وتفكيك المولدات الكهربائية التي تستعمل هذا النوع من المواد السامة، موضحا أن مدير الصيانة السابق، الذي أحيل على التقاعد، أكد - خلال لقاء عقده معه معد التقرير يوم 27 أكتوبر 2010 - أن محولات كهربائية تضم كميات من مادة «PCB» تم تغييرها بمطار محمد الخامس. وشدد التقرير على عدم وجود أي وثائق قبل صدوره حول مشروع التخلص من المادة السامة أو أي خطة عمل قبل الشروع في عملية تغيير المحولات الكهربائية، وأن عمليات الإزالة والتغيير تمت دون اتخاذ التدابير الصحية الآمنة المطلوبة في التعامل مع هذا النوع من المواد. وذكر معد التقرير أنه اتصل، في 6 أبريل الماضي، بالمنسقة الوطنية لبرنامج مكافحة مادة بولي كلورو بيفينيل «PCB» بالمغرب التي أكدت له أن مصلحة البيئة التابعة لوزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة وضعت، بتنسيق مع برنامج الأممالمتحدة للتنمية ومنظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية، مخططا في أفق سنة 2013 للتدمير الآمن للمادة السامة بالمغرب، ومن بينها تلك الموجودة ببعض المحولات الكهربائية للمكتب الوطني للمطارات. واعتبر التقرير أن العمال الذين كلفوا بإزالة المحولات الكهربائية التي تضم مادة بولي كلورو بيفينيل «PCB» لم يتخذوا الاحتياطات الضرورية أثناء تعاطيهم مع هذه المادة السامة، إذ لم يعمدوا إلى استعمال تجهيزات الحماية اللازمة في التعامل مع مثل هذا النوع من المواد السامة، مع غياب أي تكوين لهم حول كيفية التعامل مع هذه المادة ومثيلاتها من المواد السامة. وفي سياق متصل، أكد مصدر مسؤول في المكتب الوطني للمطارات وجود مادة بولي كلورو بيفينيل «PCB» في بعض المولدات الكهربائية ببعض المطارات التابعة للمكتب، مضيفا أن المكتب منخرط في برنامج وطني تابع لوزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة للتدمير الآمن لهذه المواد. وشدد المصدر ذاته على أن الوزارة المذكورة قامت بطلبات عروض من أجل التخلص الآمن من هذه المواد السامة، مضيفا أن المكتب قام في شهر دجنبر الماضي بجرد للآليات التي تحتوي على المادة المذكورة. وأشار المصدر ذاته إلى أن عملية التدمير الآمن لتلك المادة بدأت بمطار محمد الخامس في مارس الجاري على أن تتم مباشرتها في باقي المطارات في وقت لاحق مع تقديم شهادات تدمير صديق للبيئة من قبل الشركة المكلفة بالمشروع. واعتبر المصدر ذاته أن خطر هذه المادة لن يبقى لأن المولدات الكهربائية الجديدة التي تم تركيبها في جميع المطارات، تحت إشراف الوزارة الوصية، نظيفة ولا تمثل أي خطر على صحة العاملين. إلى ذلك، نفى المصدر ذاته أن تكون عمليات الهدم التي تعرفها المحطة الأولى لمطار محمد الخامس قد تسربت إثرها مادة «لاميانت» السامة، موضحا أن عينة تم إرسالها إلى أحد المختبرات المتخصصة وأكد الأخير خلوها من المادة السامة المشار إليها.