تنظر المحكمة الابتدائية بالرباط غدا الأربعاء في الدعوى التي رفعها عبد الله القادري، الكاتب العام للحزب الوطني الديمقراطي، الذي اندمج رفقة خمسة أحزاب أخرى في حزب الأصالة والمعاصرة، ضد وزارة الداخلية، احتجاجا على قرارها بالحل النهائي للحزب وعدم قابلية إرجاعه. وفي هذا السياق، قال عبد الله القادري، إن المحكمة ستكون غدا أمام امتحان الديمقراطية، لأن حزبه، يضيف، «هو حزب قائم وموجود والمحكمة إذا لم تنصفه فإنها ستكون ضد القانون». واعتبر القادري، الذي لجأ إلى جانب رفعه دعوى قضائية ضد وزارة الداخلية، إلى التحكيم الملكي، في الندوة الصحفية التي نظمها صباح أمس بالرباط، أن «الفصل 41 من قانون الأحزاب يشير إلى أن حل الأحزاب لا يكون إلا عن طريق القوانين الأساسية المشكلة لها». وأردف قائلا: «والقانون الأساسي للحزب الوطني الديمقراطي ينص على أن الحل لا يكون إلا بإقرار المؤتمر، وهو ما لم يسجل في قضية الحزب»، «فالمكتب السياسي يصادق والمؤتمر يقرر، والاندماج ليس مجرد زواج كاثوليكي ولكن هناك قوانين يجب أن تُحترم»، على حد تعبيره. وأكد القادري أنه سيسلك كل الطرق من أجل إعادة الحزب الوطني الديمقراطي. وقال في هذا الصدد : «سنناضل إلى آخر رمق، وإلى تمت الفلوس سأدفع 200 مليون من جيبي لمواصلة الرحلة لأننا بكل بساطة Dur a cuir». إلى ذلك، أشار عبد الله القادري، الذي نظم الندوة بمعية أعضاء المكتب السياسي المتبقين، إلى أن حزب الأصالة والمعاصرة طالبه بإخلاء المقر، فضلا عن قيامه بعدة محاولات من أجل تجميد حسابه المالي. وقال في هذا الإطار بلكنته البدوية المعهودة: «قالو لينا ردوا لينا السوارت فحال إلى كانوا يسالوهم لينا». واعترف القادري بأن اندماجه في حزب الأصالة والمعاصرة كان خطأ، حيث قال: «كان الأمر خطأ شخصيا، لأنني وثقت بوعود واهية». وأردف قائلا: «اتضح لنا أنه لا فلسفة ولا اختيارات سياسية واضحة للحزب فقررنا الانسحاب»، وعلق قائلا: «هاد الناس خطبونا وندمونا... حنا شفنا العروسة عورة وقلنا ماعندنا مانديرو بهاد الزواج.. وكل واحد من حقو يتراجع عن الزواج من بعد الخطوبة»، وأضاف: «المغاربة عرفو الفديك والعواقب ديالو ولا داعي لتكرار الماضي». إلى ذلك، وصف عبد الله القادري رفاق الهمة برموز «الحبس»، وقال في هذا السياق: «يصفونني بأنني من رموز الماضي، فإذا كنت أنا من رموز الماضي، هم رموز ماذا؟ رموز الحبس»، وأضاف: «هناك فرق قاتل بيننا وبينهم، فهم لديهم اختياراتهم المتطرفة ونحن ندافع عن مصلحة البلاد، وبالتالي لا يمكن أن نلتقي يوما».