توفي المؤرخ والكاتب المغربي عبد الصمد العشاب، يوم الجمعة الماضي، عن عمر ناهز 73 عاما، إثر نوبة قلبية مفاجئة. ويعد الراحل، المولود والمتوفى في مدينة طنجة، أحد أبرز تلامذة العلامة عبد الله كنون، فهو ابن أخته، الذي ائتمنه على مكتبته القيّمة بعد وفاته، والذي كان له الفضل في تنظيمها والحفاظ على محتوياتها القيّمة. وقد كان للعشاب نصيب وافر من معارف خاله، بالنظر إلى ملازمته له. وقد عمل جمع وتنقيح وأرشفة مجموعة من المخطوطات والمؤلفات النادرة لعلماء مغاربة وعرب، من بينها وثائق وكتابات لصاحب «النبوغ المغربي». وكان الفقيد شديد الارتباط بمدينة طنجة، التي عمل فيها مدرسا ثم أمينا لأكبر مكتباتها، حتى إن أبرز مؤلفاته تمحورت حول علماء ومفكري المدينة، ويتعلق الأمر بكتاب «أعلام طنجة في الفكر والأدب والسياسية»، كما ألّف عناوين أرّخت لفترات هامة من تاريخ المغرب، من بينها كتاب «في قلب الحركة الوطنية»، الذي ضم رسائل ووثائق نادرة كان يحتفظ بها الراحل عبد الله كنون منذ عهد الحماية، إضافة إلى كتاب «ذاكرة الكتابة». واشتغل العشاب، أيضا، في المجال الإعلامي ككاتب صحافي وكإذاعي، وكان له برنامج يذاع عبر أثير إذاعة طنجة، حمل عنوان «أعلام من الشمال»، الذي سبر أغوار حياة علماء وفقهاء وأدباء من شمال المغرب، سواء المعروفين منهم أو من لم ينالوا حظهم من التعريف.