لا يجد عداؤو مدينة بحجم فاس ملعباً للتداريب ولا فضاء لإجراء المسابقات، حيث أن الملعب الوحيد الذي كان يعتبر إلى وقت قريب الملاذ الوحيد لرياضات ألعاب القوى ملعب الحسن الثاني،الذي بني في العشرينيات يتوفر على حلبة صلبة وعتيقة، ولا يستجيب للشروط المتعارف عليها لا وطنياً ولا دولياً، أصبح اليوم مغلقاً في وجه أندية ألعاب القوى بفاس، نظرا للأشغال التي يشهدها والتي تسير بوتيرة جد بطيئة. وحسب البلاغ الذي توصلنا به من رئيس عصبة فاس بولمان لألعاب القوى فإن الإصلاحات التي تجرى على أرضية ملعب الحسن الثاني «تعتبر بدائية لكون ألعاب القوى تمارس حالياً بحلبات مطاطية وليس على حلبة إسمنية ستتلاشى مع عامل الطقس». وكانت الأشغال قد انطلقت حسب البلاغ منذ بداية سنة 2008 وإلى اليوم لا زالت الأشغال متوقفة والأندية دخلت مرحلة الاستعداد للموسم الرياضي الحالي، بينما تواصل العصبة دق ناقوس الخطر، وتؤكد أن الوضعية الحالية مقلقة وتتطلب إعادة النظر فيما يتعلق بالبنيات التحتية الرياضية بمدينة فاس قبل فوات الأوان. وأثناء زيارتنا لملعب الحسن الثاني لاحظنا كميات كبيرة من الرمال التي تُستغل لتكسية الحلبة (الطارطون) وهي في حالة مزرية حيث تتعرض للتلف والعبث، رغم ما تكلفه من مبالغ مالية باهظة، وقد قذف بها في ركن منزوي وأصبحت عرضة لتقلبات الطقس بين أمطار ورياح وحرارة شمس مما سيؤثر لا محالة على جودتها ويعرضها مع مرور الأيام للتلاشي والتلف، وتستغرب أندية ألعاب القوى بجهة فاس بولمان التي حرمت منذ شهور عديدة من التداريب والسباقات على حلبة ملعب الحسن الثاني لعدم تتبع أشغال الإصلاح من قبل المسؤولين، وعدم الوقوف بجدية ومحاسبة المقاولة المكلفة بالأشغال للتسريع من وتيرة الإنجاز وبخاصة تكسية الحلبة بالطارطون، ويطالبون بالإسراع بما يجب اتخاذه من إجراءات لتفادي ضياع أموال المال العام هباءً. وقال أعضاء في العصبة إن البنيات الرياضية لألعاب القوى بالعاصمة العلمية قد أصابها الشلل، «فمركب البركة بطريق صفرو الذي كان الهدف منه خدمة ألعاب القوى، صرف عليه ما يناهز 270 مليون سنتيم! وظل هذا الإنجاز حبيس الأماني أرهقته إكراهات التسيير والإشراف والصيانة وانتهى به الأمر إلى مجرد تجزئات سكنية»، وأضاف المصدر ذاته «إن حلبة مولاي الكامل ملعب الخيل سابقا، والتي كانت بمثابة أم الحلبات، حيث كانت فضاء رحباً للتداريب والمسابقات.. بيعت اليوم في سوق العقارات، وسوف يشيد على أرضها فنادق وعمارات» أما المركب الرياضي الضخم الذي صرفت عليه الملايير، والذي يضم ثمان ممرات مطاطية على حلبة دولية جد رائعة، فهو أيضا مغلق في وجه العدائين والعداءات إلى أن تأتي الموافقة من وزارة الشباب والرياضة، بينما ينتظر العداؤون بجهة فاس بولمان بترقب ما ستضعه الإدارة الجديدة في شخص المدير الجديد عبد اللطيف عباد من تسهيلات للتداريب والسباقات أو شروط تعجيزية كالتي وضعها المدير السابق للمركب، الذي اشترط التوفر على سجل وإنجازات دولية للعدائين زيادة على شروط مالية وضمانة معينة، لأن المركب يسيّر بشكل مستقل منذ 2004 بواسطة إدارة وثلاث مصالح تقنية وإدارية.