شكل غياب المركز السينمائي المغربي عن فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الدولي للفيلم القصير بتزنيت مادة دسمة للسياسيين والمنتخبين والمسؤولين الذي توافدوا على المهرجان طيلة الأيام الأربعة الماضية، حيث انتقد المتتبعون غياب المركز الوصي على القطاع السينمائي بالمغرب، كما انتقدوا تركيزه على مهرجانات المدن الكبرى، وتجاهله لمهرجانات أخرى وازنة في مدن الجنوب، مضيفين أن المركز يفترض فيه أن يتعامل على قدم المساواة مع جميع المهرجانات الجادة على صعيد المملكة، وعدم توجيه الدعم إلى فئة دون أخرى. وقد استطاع فيلم «معجزة البيتزا»، لمخرجه الإنجليزي توني كريزوني، الفوز بالجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للفيلم القصير بتيزنيت في نسخته الثانية، فيما عادت جائزة التحكيم للفيلم الفرنسي «سيكيل» لريمي مازيت، وجائزة الجمهور للفيلم المغربي» نحو حياة جديدة» لعبد اللطيف أمجكاك، وهي عبارة عن بوابة من الفضة الخالصة، قاعدتها مصنوعة من شجر الأركان الذي يمثل أسوار تيزنيت العتيقة. كما حظيت أفلام دول المكسيك ومصر وإيطاليا بتنويه خاص من أعضاء لجنة التحكيم، بناء على جودة العمل وتقنيات التصوير والإخراج. وتميز حفل الاختتام بعرض فيلم فرنسي قصير يحمل عنوان «الكاميرا»، فضلا عن تقديم لوحات كوليغرافية راقصة من طرف فنانتين ألمانيتين ، قبل الإعلان عن أسماء الأفلام الفائزة من بين 18 فيلما مشاركا في المسابقة الرسمية، وأزيد من مائتي فيلم ترشحت لخوض غمار المنافسة الدولية في تيزنيت. وفي تعليقه على مستوى الأفلام المعروضة، أقر المخرج الفلسطيني سعود مهنا، رئيس لجنة التحكيم، بكون لجنته وجدت صعوبات كبيرة في اختيار الأفلام الفائزة، وذلك بسبب تقارب مستوى الأفلام المتنافسة وجودة الأعمال المقدمة، سواء من حيث المضمون أو من حيث الأدوات السينمائية المستعملة في التصوير والإخراج، فضلا عن جودة الأداء والتمثيل، مضيفا في كلمته خلال حفل التتويج أن «جميع الأفلام ال18 تستحق الفوز بجوائز المهرجان، وذلك على اعتبار أن الفيلم القصير يعد من أصعب أنواع الأفلام التي تحتاج إلى تقنيات خاصة، وهو ما يجعل أغلب المخرجين السينمائيين يتوجهون إلى الأفلام الطويلة والوثائقية».