في محاولة لتدارك «الأخطاء» التي اعترت الانكباب على مشاكل الجالية المغربية في ليبيا، إبان الثورة التي أطاحت بالعقيد المقتول معمر القذافي، والشكاوى المتكررة من ضعف تواصل الدبلوماسية المغربية هناك، وضعت سفارة المغرب بدمشق آلية لتقديم المساعدة لأفراد الجالية المغربية المقيمة في سوريا في ظل الظروف الصعبة التي يجتازها هذا البلد، حيث اتخذت الأحداث منعطفا جديدا نحو التصعيد. ويتراوح عدد المغاربة الذين غادروا سوريا وعادوا إلى أرض الوطن، منذ اندلاع الأحداث في منتصف شهر مارس الماضي، ما بين 700 و 900 شخصا، حسب السفارة المغربية بدمشق. وأكد مصدر بالسفارة، أمس الاثنين، أن مصالح السفارة أقدمت على اتخاذ عدة إجراءات، من بينها تشكيل خلية استقبال داخل مقر السفارة، مكلفة بربط الاتصال بأفراد الجالية والاستفسار عن أحوالهم وتقديم كافة أوجه المساعدة التي يحتاجون إليها. وأضاف المصدر أن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون وضعت، بتنسيق مع الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، آلية مالية رهن إشارة السفارة المغربية بدمشق قصد التكفل بمتابعة أحوال المواطنين المغاربة المقيمين في سورية. كما قامت مصالح السفارة بوضع رقم هاتفي خاص (00963934233179) يمكن لأفراد الجالية المغربية بسوريا الاتصال به للاستفسار أو طلب المساعدة في كل الأوقات بما فيها أيام العطل والأعياد، بالإضافة إلى نشر إعلانات على الموقع الالكتروني للسفارة تتضمن أرقاما هاتفية ومعلومات مفيدة. وأشار المصدر ذاته إلى أن مصالح السفارة تبذل جهودا كبيرة لتبقى في تواصل مستمر مع أفراد الجالية المغربية، الذين لا يزالون في سوريا، رغم الصعوبات التي تواجهها خاصة ما يتعلق بالانقطاعات المتكررة لخطوط الهاتف والانترنيت والكهرباء، وكذا صعوبة الوصول إلى المناطق الساخنة. وتتشكل الجالية المغربية المقيمة في سوريا في غالبيتها من أفراد يمارسون التجارة وبعض الأطر التقنية، ومواطنات متزوجات من سوريين ونحو عشرين طالبا وطالبة، بالإضافة إلى فلسطينيين يحملون الجنسية المغربية.