الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في العراق، الذي أعلن عن مقتله يوم الأربعاء الماضي في عملية شنها الجيش الأمريكي بالموصل شمال البلاد مستهل الشهر الحالي؛ مغربي يحمل الجنسية السويدية، كان يبلغ من العمر 43 سنة ويدعى محمد مومو. هذا الأخير رأى النور في مدينة فاس؛ قبل أن يحصل على الجنسية السويدية عام 1994. و نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن مصادر استخباراتية سويدية قولها إن السلطات الدانماركية كانت قد اعتقلت «مومو» بطلب من نظيرتها المغربية شهر مارس 2004، لاشتباهها في ضلوعه في التحضير لهجمات 16 ماي بالدار البيضاء، قبل أن يخلى سبيله. و حسب ذات المصادر الاستخباراتية السويدية، فإن «مومو» التحق بمعسكرات القاعدة في كل من باكستان و أفغانستان مستهل عقد التسعينيات، و من ثم التحق بتنظيم «أنصار الإسلام» الكردي شمال العراق، الذي بسط سيطرته على منطقة حدودية مع إيران، حيث بات يفرض نموذجا مشابها لحكم طالبان. التنظيم الذي غير اسمه بعد الغزو الأمريكي للعراق ليصبح تنظيم «أنصار السنة»، تمت إضافته إلى لائحة المنظمات الإرهابية التي تضعها الخارجية الأمريكية، في 22 مارس 2004. قبل أن يبث التنظيم شريطا عبر شبكة الأنترنيت، يظهر فيه ما زعم أنه معسكرات للتدريب فوق التراب السويدي، مع تعليق «يبشر الأمة» أن أعضاءه المقيمين في السويد مستعدون للدفاع عنها. فيما كان محمد مومو معروفا بنشاطاته «المشبوهة»، انطلاقا من مسجد ستوكهولم الذي تصفه التقارير الاستخباراتية بقاعدة المتطرفين. شبكة «سي بي إس» الأمريكية أوضحت من جهتها أن الإدارة الأمريكية صنفت المغربي محمد مومو شهر دجنبر كأحد الأشخاص الداعمين للإرهاب من خلال توفير مصادر التمويل. وبناء على ذلك أضافت الأممالمتحدة «مومو» إلى قائمة الأشخاص الإرهابيين الخاصة بها. «سي بي إس» أوضحت أن أخبار «مومو» انقطعت بعد مرحلة العراق، إلى أن أعلن عن مقتله الأسبوع الماضي. فقد أكدت أجهزة استخباراتية سويدية مقتل أحد مواطنيها المنحدرين من أصل مغربي في العراق، و الذي أوضحت حينها أنه ينتمي إلى تنظيم القاعدة و كان معروفا بعلاقات إقليمية ودولية مع شبكة القاعدة حين كان فوق التراب السويدي. فيما كان الجيش الأمريكي قد أعلن عن مقتل من وصفه بالرجل الثاني في تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، و المنحدر من أصل مغربي. وحسب توضيحات الجيش الأمريكي، فإن محمد مومو المعروف ب«أبو قسورة» والملقب ب«أبي سارة»، قتل في مواجهات مسلحة مع جنود أمريكيين بالموصل شمال العراق، إثر معلومات استخباراتية حول مكان وجوده، وأودت أيضا بحياة أربعة من مرافقيه وثلاث نساء وثلاثة أطفال. وأضافت تلك المصادر الأمريكية أن أبو قسورة كان يشغل مهمة «أمير» المنطقة الشمالية لتنظيم القاعدة في العراق منذ شهر يناير 2007 وكان بمثابة الرجل الثاني في التنظيم بعد «أبا أيوب المصري». وكانت له علاقات بمؤسس التنظيم في العراق «أبو مصعب الزرقاوي».