أعلن العشرات من أعضاء ومنخرطي المكاتب المحلية والإقليمية والجهوية في نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب انسحابهم بشكل جماعي من النقابة، احتجاجا على «تفشي مظاهر الزبونية والمحسوبية» داخل هياكل المركزية النقابية في إقليمسيدي قاسم. وعزا المنسحبون، في رسالة توصلت «المساء» بنسخة منها، أسباب الاستقالة الجماعية من كل المسؤوليات التنظيمية داخل الجامعة الوطنية لموظفي التعليم، المنضوية تحت لواء المركزية النقابية المذكورة، إلى تكريس «الممارسات اللا مسؤولة» التي تضرب في العمق التوجهات والمبادئ المؤصلة للعمل النقابة داخل الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، «المبنية على تجسيد مبدأ الواجبات بالأمانة والحقوق بالعدالة»، حسب تعبيرهم. وقال موقعو الرسالة إن المقاصد النبيلة التي من أجلها وُلِدت النقابة تم الدوس عليها بتكريس مبدأ «الانتهازية» و«الزبونية»، وهو ما جعل البعض يشككون في أدائها الهوياتي، حينما يتعلق الأمر ب«إعفاءات من التدريس بشواهد وصفوها ب«الزور» وتفرغات بأساليب «مكّنت المقربين وزوجاتهم من حصد نصيب الأسد باستثمار بئيس لرصيد النقابة، الذي راكمه الشرفاء داخلها بتضحياتهم». واتهم الأعضاء المستقيلون عبد الإله دحمان، نائب الكاتب الوطني للجامعة، ب«صنع» الأجهزة الجهوية والإقليمية للجامعة الوطنية لموظفي التعليم والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب عبر «شن حملات مسبقة لصالح الأطراف التي تدين له بالولاء مقابل حملات التحريض والتشهير ضد عناصر ذنبها رفض إملاءاته، الرامية إلى تطويع قرارات أجهزة النقابة خدمة لمصالح شخصية»، وهو ما يطرح في نظرهم، ضرورة فتح تحقيق حول واقع التنظيم في إقليمسيدي قاسم والتدخل لتقويم الاعوجاج في البناء النقابي في الجهة. في المقابل، وصف عبد الإله دحمان، عضو المجلس الوطني للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الانسحابات الجماعية التي أقدم عليها مجموعة من الأعضاء والمنخرطين ب«مؤامرة متشابكة الأبعاد، خُطط لها عن بعد من طرف «خفافيش الظلام» للمس بمصداقية الجامعة ومواقف مناضليها، خدمة لأجندة باتت معروفة ومكشوفة إقليميا ووطنيا»، متهما المنشقين ب«الكذب وترويج مغالطات لا أساس لها من الصحة». وأشار دحمان إلى أنه يتوفر على كافة الوثائق والتقارير التي تثبت زيف الادعاءات والاتهامات الموجهة له وتؤكد شفافية ونزاهة القائمين على تسيير التنظيم وفق تقارير مُذيَّلة بتوقيعات قياديي التيار المستقيل أنفسهم، معربا عن استعداده لتحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية في حال ثبوت أي تجاوزات أو اختلالات في تدبير ملفات النقابة. وأوضح دحمان، في تصريح ل«المساء»، أن المجموعة المنسحبة التحقت بنقابته في إطار انفتاح الجامعة الوطنية لموظفي التعليم على جميع نساء ورجال التعليم، شريطة الاشتغال في إطار من الوضوح والديمقراطية واستيعاب الجميع، والدليل على ذلك أن الكاتب الإقليمي اليوم للجامعة هو أحد أفراد هذه المجموعة، ف«حقيقة هذه الاستقالة، يضيف المتحدث، مرتبطة بكون أولئك الملتحقين بقوا مجتمعين وشكّلوا تنظيما موازيا للمؤسسات الشرعية وأصبحوا يشتغلون في انتظام داخل تيار ويعقدون اجتماعات ليلية منذ مدة، وشنوا حملة إلكترونية مُغرّضة على مناضلي الجماعة بأسماء مستعارة، كما أجروا اتصالات مع بعض أعضاء الفروع في محاولة منهم لبسط هيمنتهم على أجهزة الجامعة الوطنية لموظفي التعليم». وأضاف المتحدث نفسُه أن نقابته ستكشف مستقبلا أبعاد «هذه الحملة المأجورة ومقبوضة الثمن وستفضح، بالدليل والحجة، النوايا غير الشريفة للمُنشقّين».