وضعت مصالح الشرطة القضائية بمراكش حدا لزعيم عصابة ينتحل صفة صحفي، يخدع ضحاياه بعد أن يشهر في وجوههم بطاقة صحافة «مزورة» تتضمن خطين (أحمر وأخضر). وبحسب مصادر عليمة فإن المصالح الأمنية المذكورة أسقطت زعيم العصابة «عبد الجليل. ب»، بعد تنفيذه لعشرات السرقات، قبل أن تكون عملية بيعه لحاسوب محمول هي «قشرة الموز»، التي ستسقطه في قبضة الأمن بالمدينة الحمراء، ويتم تحرير مذكرة بحث في حق شركائه الثلاثة. بعد إصدار مذكرة بحث في حق عصابة يتزعمها «الصحفي المزور»، تمكنت الشرطة، نهاية الأسبوع الماضي، من القبض على زعيم العصابة التي نفذت عشرات عمليات السرقة، باستعمال أدوات متعددة، العديد منها هي الأدوات نفسها التي تستعملها باقي العصابات المتخصصة في السرقة، لكن ما يميز هذه العصابة، هو أن زعيمها يقدم نفسه على أنه صحافي، مما جعل جل ضحاياه ينزهونه عن القيام بأي عمل إجرامي. كما أن الزعيم كان يتجول في سيارة قام بإلصاق بطاقة الصحافة المزورة على زجاجها الأمامي. وقد حجزت المصالح الأمنية حوالي 4 حواسيب محمولة وكاميرا رقمية، وأجهزة تلفاز، ومبلغ 10 ملايين سنتيم. وفيما مازال التحقيق جاريا مع «الزعيم» والبحث عن باقي أفراد العصابة، أوضحت مصادر عليمة أن «عبد الجليل» قام ببيع حاسوب محمول لأحد جيرانه، بمنزل يكتريه أكثر من فرد بحي المسيرة، بعد أن اتفقا على ثمن البيع المحدد في 3800 درهم، غير أن المشتري، وقبل الاتفاق النهائي على البيع، اشترط أن لا يسلم مبلغ الحاسوب إلا بعد عرضه للإصلاح قصد تشفيره (ديكوداج). الأقدار لا تخطئ، كما يقال، إذ سيقوم المشتري بوضع الحاسوب لدى أحد المحلات المتخصصة، الذي سيكتشف أن هذا الجهاز هو واحد من عشرات الأجهزة التي سرقت من محله. اتفق صاحب المحل والمشتري بعد التحقيق معه، على التنسيق مع الأجهزة الأمنية من أجل الإيقاع باللص، ليتم في آخر الأمر القبض على «الصحافي المزور». المصالح الأمنية حجزت أجهزة تلفاز من نوع (بلازما)، وحاسوبين، و3 كاميرات رقمية، و3 آلات تصوير، و10 ملايين سنتيم، إضافة إلى أسلحة بيضاء، عبارة عن سكاكين، وأقنعة وقفازات، والعشرات من الأوراق الرمادية غير المعبأة، الخاصة بالسيارات والدراجات النارية، وبطاقات الهواتف، ولوحتين معدنيتين خاصتين بالسيارات، وقنينات عطور، وضبطت بحوزة الموقوف بطاقة للصحافة مزورة، كتب عليها اسمه بالكامل، ووضعت عليها صورته الشخصية، وصفته باعتباره «مراسلا وطنيا»، والتي يستعملها البعض لإيهام المواطنين والنصب عليهم، حتى أصبح البعض يعتبر الصحافة مهنة من لا مهنة له. وخلال التحقيق في هوية الموقوف تبين أنه سبق أن سرق محلا خاصا بأجهزة الحواسيب، وبعد مقارنة بصماته بتلك التي عثرت عليها الشرطة العلمية بإحدى المحلات المسروقة، تبين أن تلك البصمات هي ل«عبد الجليل»، وأن الحذاء الرياضي، الذي تم أخذ بصماته من أرضية المحل المسروق، يحمل نفس علامات الحذاء التي عثر عليها بغرفته. هذا وسيتم عرض الموقوف على الوكيل العام لتقرير المتابعة.