تظاهر العشرات من التلميذات والتلاميذ، صباح أول أمس في القنيطرة، احتجاجا على القرار الذي اتخذه محمد الوفا، وزير التربية الوطنية، القاضي بإلغاء «ثانويات التميز». ورفع المحتجون أمام مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين شعارات تدين القرار المذكور وتصفه ب»المتهور» و»غير المنطقي» و»المبني على معطيات خاطئة»، مستنكرين في الوقت نفسه «لجوء الوزير إلى الكذب والبهتان لتبرير قراره الأخير»، ورددوا هتافات تشجب اعتبار مدرسة التميز تفريقا بين أبناء المغاربة. وأعلن التلاميذ الغاضبون استعدادهم الدخول في أشكال نضالية دفاعا عن ثانوية التميز وقالوا، من خلال مجموعة من اللافتات التي كانوا يحملونها، إن «قرار الإلغاء يضر بمستقبلهم وبحقوقهم ويلغي جميع المكتسبات بجرة قلم أساءت كثيرا إلى المفهوم الحقيقي لثانوية التميز وأفرغته من محتواه، ليشحنها بمعاني خشنة ومريضة، اعتمدت لغتها على تبريرات يائسة ومُحبطة». وقالت جمعية آباء وأوليات تلاميذ ثانوية التميز في القنيطرة إن «إلغاء ثانوية التميز يطرح على المحك مصداقية الدولة»، وكشفت أن التحاق أبنائهم بثانوية التميز كان افتراضيا، باعتبار أن مشروع ثانوية التميز ما يزال حبرا على ورق، ومع ذلك، تضيف الجمعية، تحمّلَ آباء هؤلاء التلاميذ أعباء مادية معنوية ونفسية إضافية، لاسيما بالنسبة إلى القاطنين خارج القنيطرة، حيث المعاناة المريرة مع ظروف التنقل والنقل والتغذية والإقامة، حسب قولها. ونددت الجمعية، في رسالة موجهة لوزير التربية الوطنية، توصلت «المساء» بنسخة منها، بما وصفته بالقرار غير المفهوم والخلفية التي كانت وراء اتخاذه، مؤكدة، أن «ثانوية التميز وليد شرعي للمدرسة العمومية، خرج من رحم واقعها المأزوم باستمرار، لتحتضن أبناء الطبقات الكادحة»، وهي المعطيات التي أشارت إليها عرائض التلاميذ المحتجين، التي فنّدت ما أسمته ادعاءات الوزير بشأن كون «ثانويات التميز تضم أبناء الأعيان فقط»، وكشفت أن أغلب تلاميذ ثانوية التميز ينحدرون من أسر «بسيطة».