بعدما استهل البلجيكي ايريك غيرتس، الندوة الصحافية التي عقدها صباح أول أمس السبت بقصر المؤتمرات محمد السادس بالصخيرات بتقديم تحدث من خلاله بإسهاب عن المشاركة المغربية في الكأس القارية وكذا مجموعة من المواضيع التي تصب في الاتجاه ذاته والمرتبطة بالاستحقاقات القادمة وكذا معايير اختيار اللاعبين خلال المواجهات المقبلة، تم تخصيص وقت قصير جدا للصحافيين لطرح أسئلتهم. وفي ما يلي المضمون الكامل لندوة غيريتس. - بداية نود معرفة ما إذا كنت مدربا أم ناخبا وطنيا؟ الصفة الرسمية هي ناخب وطني لكنني مدرب، لا أدري أيهما نستعمل بالشكل الأصح غير أنني أحس أني مدرب للمنتخب الوطني المغربي. - من أين يستمد غيريتس قوته لإهانة المغاربة بعدما هاجم الأطر الوطنية ووصفهم بالفاشلين وهم لم يصفوه بالفاشل وإنما انتقدوا اختياراته؟ بخصوص ما قيل في الحوار الذي أجريته أؤكد لكم أنني لم أقم بقراءة الحوار وبناء على الأشياء التي سمعتها فقد ثم تفادي الإشارة إلى أشياء قلتها ومواضيع تطرقت إليها بينها أنني قمت بداية بتهنئة فريقي الوداد البيضاوي والمغرب الفاسي على مشاركتهما في المنافسات القارية وبلوغهما الأدوار المتقدمة في المسابقتين في انجاز مماثل للذي وقع عليه فريق الفتح الرباطي خلال الموسم الماضي، أما فيما يخص ما راج حول تعمدي إهانة المدربين المغاربة فهذا لا يمت للحقيقة بصلة لأنه لا يمكنني، بأي شكل من الأشكال، أن أهين أحد زملائي، وهنا أقول أحد زملائي، ذلك أنني لم أنتقذ أي مدرب وطني خلال الحوار، وأقول هذا الكلام لأنه غاية في الأهمية، بل على العكس وأكثر من ذلك الأشياء التي قلتها في حق زملائي المدربين لم تتم الإشارة إليها في نص الحوار إما بسبب مستوى معرفتي باللغة الفرنسية الذي ليس جيدا بما فيه الكفاية، ولكم في الطريقة التي أنطق بها حينما أتحدث لغة موليير خير دليل، أو ربما الشخص الذي حاورني لم يكن في مستواي ما قلل من هامش الفهم بيننا وهو ما أود استغلاله لأنفي ما راج في هذا الإطار بخصوص إساءتي لزملاء في المهنة، وبالعودة قليلا إلى الماضي سيتضح أنه طيلة 20 سنة من التدريب لم يسبق لي أن انتقدت أحد زملائي في مختلف البلدان التي اشتغلت فيها، وأظن أنه ليس من مبرر حتى أفتح النار الآن وأوجه انتقادات إلى زملائي المغاربة في البطولة الذي يعملون في أجواء صعبة على اعتبار أن الظروف التي يتشغلون فيها ليس كتلك المتوفرة في بلدان مثل ألمانيا أو بريطانيا، أنا على وعي كبير بهذه الأمور، وعليه فلا أجد من دافع للتفوه بعبارات سلبية في حق زملائي بل على العكس يجب أن يكون هناك تكامل وتعاون ومد لجسور التواصل بيننا للرفع من مستوى الممارسة وأنا على استعداد لملاقاتهم، وعليه فسأكون ساذجا إن قمت بالهجوم على المدربين المغاربة والتراجع عن ذلك أسابيع قليلة بعدها. - عاين الجميع وجود غرباء في الحصص التدريبية، وهنا نقصد المسؤولة عن وكالة أسفار والمكلفة بتنظيم رحلات المنتخب والمشرف على الموقع الرسمي، فهل هذا هو المفهوم الحقيقي للانضباط؟ هذه السيدة هي جزء من عائلة المنتخب الوطني، إنها تقوم بعمل كبير وجبار بنسبة ألف في المائة وعلاقتها بمكونات المنتخب جيدة وبكل المقاييس. - قلت انك ستستثمر في المغرب، فمتى إذن ستودع التدريب وتتفرغ لمشاريعك الاستثمارية؟ ما أريد قوله هو أنني أحس بارتياح كبير في هذا البلد أما بخصوص الاستثمار فهو ليس عيبا و لا أظن أنه من أجل إنجاح مشاريعي الاستثمارية يجب التفرغ، ذلك لن يؤثر على عملي مع المنتخب لأنني لست مطالبا بالوقوف على الأمر بشكل شخصي طالما أن هناك كفاءات يمكنها مساعدتي في إدارة أعمالي، أما فيما يخص تقاعدي عن التدريب فالأمر سابق لأوانه هناك العديد من الأهداف التي أسعى إلى تحقيقها رفقة المنتخب، وأنا كلي حماس لتفعيلها وترجمتها على أرض الواقع سيما أنني في مرحلة ثانية أهم من تلك التي سبقت. - هل سيحمل اللاعبون المحليون القميص الوطني للمشاركة كرسميين عوض الاحتفاظ بهم في دكة البدلاء كما حدث في الكأس الإفريقية؟ لقد كونا فكرة على مجموعة من اللاعبين المحليين من خلال متابعتنا لهم وستكون الفرصة مواتية كذلك لمواصلة الاشتغال في هذا الصدد، هناك معايير جديدة لتلقي الدعوة للانضمام إلى المنتخب ترتكز على التنافسية والتحفيز، فضلا عن الإمكانيات التقنية والبدنية لا مكان فيها للعواطف، اللاعبون المحترفون هم بدورهم مغاربة وبالتالي لا فرق بين المحليين والمحترفين من حيث طريقة التعامل. كل ما هناك أن المستوى والجاهزية هما الكفيلين بتحديد من ستوكل إليه مهمة اللعب بشكل أساسي. - وماذا عن البرنامج المستقبلي للمنتخب الذي تنتظره مواجهات صعبة؟ ليس هناك وقت لبرمجة مباريات ودية بحكم عدم وجود تواريخ للفيفا تتيح لنا فرصة مواجهات منتخبات عديدة وعليه سنركز في طريقة اشتغالنا على تكامل المجموعة التي ينتظرنا عمل كبير، فضلا عن متابعة مجموعة من المباريات والقيام بالتحليل وكذا الحديث كثيرا مع اللاعبين لمعرفة مشاعرهم بغية تكوين أفضل مجموعة لخوض مبارتين في غاية الأهمية أمام منتخب قوي ومرشح بقوة للتأهل غير أنه قابل للإقصاء كما أوضحت ذلك نهائيات كأس إفريقيا، المنتخب الايفواري قوي وله في كل رقعة من الميدان مختص في ذلك المركز لكنه معرض للخسارة، وعليه فان كنا في قمة الانسجام وكانت معنوياتنا مرتفعة وحظينا بالدعم الجماهيري الكافي فأعتقد أنه ليس من المستحيل تجاوز عقبة المنتخب الايفواري. - ألا ترى أن مشكل المنتخب يكمن في المحيط؟ لا أظن ذلك، أجد نفسي محاطا بأشخاص من المستوى وأتلقى نصائح وتوجيهات مهمة من ذوي الاختصاص لدرجة نسجت بموجبها علاقات جيدة مع بعض الأعضاء، فمثلا أكرم ووالي العلمي باتوا أصدقائي وهو ما لا يعني بتاتا أنهما يتدخلان في أسلوب عملي ولا في اختياراتي ولن أسمح لهما بذلك، وبخصوص المستشار النيبت فنتبادل وجهات النظر في الأمور التقنية لأنني أكن له احتراما كبيرا وأقدر ما وصل إليه من مستوى جعله يعي جيدا خصوصيات كرة القدم، إنهم أشخاص يقومون بعمل جيد. - قلت إنك مدرب عالمي لكن الملاحظ أنك لم تتأقلم مع الأجواء الإفريقية، فهل قدمت إلى المغرب من أجل التعلم؟ لم أكن أعرف المملكة العربية السعودية قبل السفر إليها وهو ما لم يمنعني من التوقيع على مستوى جيد وتحقيق مجموعة من الانجازات والفوز بكأس ولي العهد وبلوغ محطة النصف في مسابقة عصبة الأبطال الأسيوية التي لها خصائصها ومميزاتها وهو ما ينطبق أيضا على تركيا التي لها خصوصياتها التي تميزها عن باقي البطولات، خلال المسابقة القارية التي لم أكن أعرفها واجهنا منتخبات افريقية اعتقد البعض أنني لا أعرف قيمتها، وهو ما ليس صحيحا ذلك بل أنني أعرفها جيدا، علينا العمل جيدا لضمان التأهل إلى النسخة المقبلة قبل العمل بعدها على التوقيع على مشاركة جيدة. - قلت في معرض حديثك إنك تابعت إحدى مباريات البطولة الوطنية ولاحظت أن الملعب شبه فارغ وهذا مرده إلى كونك أنت من «قتل» كرة القدم الوطنية، فمتى ستستقيل؟ قبل نهائيات العرس الإفريقي حينما ضمنا التأهل وقال الجميع وقتها إننا قمنا بعمل كبير على مستوى المنتخب الوطني تابعت إحدى المباريات في الملعب ذاته وكان الجمهور أقل عددا من الذي حضر المباراة الأخيرة، فكيف يمكنك تفسير ذلك؟ - قلت يوم تم تعيينك ناخبا وطنيا، وفي هذا المكان بالذات، إنك تحمل برنامجا على المدى القريب والمتوسط والبعيد يتمثل في التأهل إلى كأس إفريقيا ثم الذهاب بعيدا في المسابقة ذاتها والتأهل إلى كأس العالم فأين نحن من هذه الأهداف؟ لا يجب فهم الأشياء بشكل خاطئ أنا تحدثت عن التحفيز من أجل الذهاب بعيدا في المسابقة القارية، لقد أنجزنا مهمة التأهل بالشكل الأمثل غير أنه مع كامل الأسف لم ننجح في الذهاب بعيدا في المسابقة للاعتبارات التي تحدثت عنها مع بداية الندوة. - تم مؤخرا نشر وثيقة بنكية تتضمن مبلغ 276 مليون سنتيم قيل إنها تخص راتبك الشهري، الذي أصبح حديث الخاص والعام وأثار ضجة كبيرة في البرلمان، ما مدى صحة هذا الخبر؟ لن أقول الكثير في هذا الموضوع وما سأكتفي بذكره هو أنني عينت محاميا لرفع دعوى قضائية أمام الشخص الذي سرب الوثيقة وهو أمر شخصي لم أتعرض له طيلة عشرين سنة من مساري المهني.