لا يمكنني أن أدمر حياة ومشوار عادل تاعرابت في المغرب أنا أعيش في جنة صغيرة عاد المدرب والناخب الوطني إيريك غيرتس إلى رسم حدود أحلامه وآماله وهو يضطلع منذ قرابة سنة لمهمة قيادة الفريق الوطني من خلال حوار مطول أجرته معه مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية طبعته كالعادة صراحة وكاريزمية الرجل الذي قال في معرض إجاباته أنه سعيد بالتواجد في جنة صغيرة إسمها المغرب. بخصوص إرتباطه بمنتخب المغرب برغم أنه كان في وضعية مثالية مع نادي الهلال السعودي قال غيرتس: «لقد لاحت هذه الفرصة وأنا مدرب لنادي الهلال، في البداية لم أكن أسبح في أجواء جيدة، كان ينتظر مني الشيء الكثير وبعدها شعرت بأنني أندمج شيئا فشيئا مع الأجواء بالمملكة العربية السعودية، وعندما قبلت العمل في العمل غادرت الهلال في ظروف قد أقول بأنها معقدة، الأمير عبد الرحمن بن مساعد الذي هو رئيس النادي كان قد أصبح وقتها واحدا من أعز أصدقائي، لذلك عز علي أن أفارقه في ظروف كهاته وبهذه الطريقة». وعن الذي تغير في حياته ومنظومة عمله منذ أن أصبح مدربا للمنتخب الوطني وهو الذي كان في السابق مدربا لأندية، أعاد غيرتس التأكيد على ذات القناعات التي عبر عنها في حوارات سابقة وقال: «كنت أعرف أن هذا سيغير أشياء كثيرة في حياتي، اليوم أنا واثق من أنني توصلت إلى القرار الصحيح، عرفت أندية ساخنة طوال مشواري التدريبي مثل مارسيليا، غلطة سراي والهلال أيضا، وعندما عرض علي تدريب الفريق الوطني قلت مع نفسي لأفكر بشكل إيجابي إذا ما تمكنت من إدارة هذا الفريق بشكل جيد فإن أشياء كثيرة ربما تتغير في هذا البلد الذي يعشق كرة القدم، نحن بصدد إنتظار مباراتنا الأخيرة أمام تانزانيا لنحصل على بطاقة العبور إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012». وعن إنتظاره آخر مباراة لتأمين التأهل قال غيرتس: «كان من الممكن أن نحقق ذلك في الجولة قبل الأخيرة بإفريقيا الوسطى عندما تعادلنا هناك في مباراة أستطيع القول أنه في مشواري كمدرب من النادر جدا أن نشاهد فريقا يخلق كل هذه الفرص في شوط واحد ولا يتوصل إلى التسجيل، في نفس الوقت أنا أقيس جيدا كل الأشياء التي تغيرت منذ مجيئي إلي المغرب وهذا يجلب لي نوعا من الرضى عن النفس. الجامعة المغربية لم تدخر أي جهد لوضع كافة المجهودات واللاعبون أيضا شعروا بأن هناك تغييرا يلوح في الأفق، ثم إن التيار يمر بطريقة جيدة بيني وبينهم». وبالعودة إلى ثوب الناخب الذي يلبسه غيرتس وهل كان يفكر فيه سابقا قال: «في مهنتي لا يمكنني أن أصمم كل شيء، ما يكون صحيحا في يوم قد لا يكون كذلك في اليوم الموالي، المغرب كلفني بمهمة إذا ما سارت الأمور بطريقة جيدة خلال الأربع سنوات فهذا عنصر ثقة على كل حال». وعن الذي جدبه للرهان المغربي قال إيريك: «لقد إشتغلت في السابق بأوروبا ثم آسيا والمغرب منحني فرصة لأتعرف على القارة الإفريقية ولأكتشف بالتالي عالما جديدا، وبعض الرحلات التي قمت بها رفقة أسود الأطلس كانت ساحرة، كنت دائما أحب إفريقيا وأعتقد أنه برغم الفقر الذي يعيشه الأفارقة فإنهم دائمو الإبتسامة، إنهم يعيشون في راحة كاملة وهذا يذكرني بطفولتي في قريتي». وعن سر إستقراره بالمغرب وما يمثله له قال غيرتس: «نعم أشعر أنني هنا في قمة السعادة فأنا داخل جنة صغيرة، عندما أكون ناخبا وطنيا لبلد مثل المغرب يجب علي أن أعيش في هذا البلد، أن أقبل ثقافة هذا البلد لا أن أمضي ثلاثة أسابيع من أربعة في بلجيكا، فهذا الأمر غير منطقي وغير مقبول على الإطلاق.. هنا الناس في غاية الوداعة والرقة وهذا شيء يؤثر في، صحيح أننا نجحنا في بعض الرهانات مع المنتخب المغربي ولكن المغاربة يشعرون بمدى تعاطفي معهم وأنا أقول أن التيار يمر مع المناصرين أيضا، بعد المباراة أمام الجزائر أوقفتني الشرطة لتجاوزي السرعة المسموحة بها في الطريق السيار وفي الحال توقفت ما يقرب من 15 سيارة كلهم جاؤوا يطلبون مني التوقيع على الأوتوغرافات والصور». وعن هامش التطور الذي بلغه المنتخب المغربي منذ وصول غيرتس قال: «تطورنا أكثر على المستوى الدفاعي وأيضا في توزعنا داخل الملعب، لقد استقبلنا هدفا واحدا في خمس مباريات إقصائية والكل يقوم بواجبه على أكمل وجه». وإرتباطا بقضية عادل تاعرابت التي أسالت الكثير من المداد بعد مغادرته طوعا لمعسكر الأسود قبل مباراة الجزائر وهو الذي كان قريبا من التوقيع لباريس سان جيرمان هذا الصيف قال غيرتس: «الأمر لم يتم حسمه نهائيا، أريد أن يعرف أنه إرتكب حماقة كبيرة، لقد إعتذر بعدها في برنامج تلفزي لي شخصيا، لزملائه وللشعب وهذا أمر، جيد وقد كنت على إستعداد لأن أنسى كل شيء للأسف بعد مضي أربعة أيام أعطى حوارا صحفيا لصحيفة «ليكيب» قال فيه أي شيء.. كل شيء.. إنه شاب ولا يمكنني أبدا أن أغتال أو أدمر مشواره الرياضي والدولي، عندما كنت صغير السن إرتكبت أنا أيضا حماقات لذلك فأنا لا أغلق الباب بشكل نهائي إنه سيعود وأكثر من ذلك نحن نحبه، إنه فتى مرح يشع أجواء جميلة داخل المجموعة وأي مدرب هو بحاجة للاعب بهذه الروح المرحة وبهذه الموهبة أيضا، أنا على إستعداد لأن أتحاور معه». وعن تشكل الفريق الوطني المغربي في غالبيته من لاعبين ممارسين بالبطولات الأوروبية وكيف يتعامل مع الأمر قال غيرتس: «في السابق كنا نتبع نظاما للمراقبة والمعاينة يكلفنا الشيء الفلاني، اليوم لنا أربعة أجهة للمتابعة ولكنني في الغالب أفضل أن أشاهد المباريات بنفسي بخاصة عندما يتعلق الأمر بلاعبين لم يتم بعد إختيارهم، أما بالنسبة لعناصر مثل العميد خرجة أو بنعطية فأنا لست بحاجة لذلك، أسافر أحيانا لألتقيهم وأصافحهم، أريد أن أؤكد لهم أنني أتابعهم بإستمرار، لماذا لأن أي مدرب له طريقة للإشتغال، أنا قريب جدا من اللاعبين إنهم مثل أفراد أسرتي وهم يشعرون بذلك، بين الحين والحين أسافر للقائهم، نتناول وجبة ونتحادث». الترجمة بتصرف: