وسط الجدل الذي خلفه الإقصاء المبكر للمنتخب الوطني من نهائيات كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم بالغابون، خرج فريق المغرب الفاسي ليعتلي مرة أخرى واجهة الأحداث ويتوج بالكأس الممتازة على حساب الترجي التونسي. لم يفز الفريق الفاسي بضربة حظ، بل إنه تمكن من فرض أسلوب لعبه على فريق، هو أشبه بمنتخب تونس، بما أن تسعة من لاعبيه يلعبون للمنتخب الأول. فوز «الماص» بالكأس الممتازة وقبل ذلك بكأس الكاف على حساب الاتحاد الإفريقي، جاء ليؤكد أن جامعة كرة القدم تسير في الاتجاه الخطأ وأن عددا من اختياراتها خاطئة، أبرزها رهانهعلى مدرب ظلت تقول إنه «عالمي» قبل أن يتبين أنها باعت «الوهم» للمغاربة. فما هي الدروس المستفادة من فوز «الماص» باللقب؟ 1 - حقق المغرب الفاسي اللقب بالمدرب المغربي رشيد الطوسي، وبطاقم تقني وطبي مغربي مائة بالمائة، وهو أمر جاء ليؤكد أن هناك مدربين مغاربة بإمكانهم إذا وجدوا ظروفا ملائمة وثقة من المسؤولين أن ينجحوا في مهامهم. 2 - فاز لاعبو «الماص» على فريق الترجي التونسي الذي يمكن القول إنه منتخب تونس، بما أنه يضم في صفوفه تسعة لاعبين دوليين شاركوا في مباراة المنتخب الوطني أمام تونس بالغابون، وفازوا بهدف لصفر، وهو فوز بقدر ما أنصف لاعبي الماص، فإنه رد الاعتبار للاعبين المحليين وأكد أن بمقدور عدد منهم حمل قميص المنتخب الوطني. 3 - بإمكانيات مادية بسيطة، بل وفي وجود مشاكل مالية فاز المغرب الفاسي بالكأس الممتازة، في الوقت الذي تصرف فيه جامعة الكرة الملايير على المنتخب الوطني ويحصل مدربه إيريك غيريتس على ما يقارب 250 مليون سنتيم، علما أنه أقصي مع المنتخب الوطني في الدور الأول. 4 - فوز الماص بالكأس الممتازة، هو دليل على ان الإمكانيات المالية لوحدها ليست هي الوحيدة التي يمكن أن تصنع النجاح، وإنما المفروض أن يكون هناك رجال للاختصاص، يعرفون كرة القدم جيدا، والماص وضع مستقبله بين يدي مدرب اسمه رشيد الطوسي، يعرف ما يقوم به، لم يتم تقديمه على أنه مدرب «عالمي»، ولكن كمدرب يرغب في أن ينجح في مهمته، فكان أن تتالت تتويجاته المحلية والإفريقية. كما أن جامعة كرة القدم لم تكن تتردد في دعوة المدربين المغاربة إلى التعلم من غريتس، فإن على البلجيكي أن يسعى للتعلم من بعض المدربين المغاربة الذين يملكون الكفاءة، فكفاءة المدرب لا تصنعها التسميات ولكن العمل وقدرته على التعامل مع المتغيرات، وهو ما لم ينجح فيه غيريتس.