رضى زروق ألغت مغنية «الجاز» الأمريكية، كاساندرا ويلسون، حفلا كان مقررا لها مساء الثلاثاء الماضي في تل أبيب، معلنة انضمامها إلى حملة المقاطعة الفنية لإسرائيل. وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن ويلسون ألغت حفلا في مدينة «حولون» في محافظة تل أبيب، استجابة لمطالبات عدد من الناشطين المؤيدين للشعب الفلسطيني، الذين أقنعوها بالانضمام إلى حملة المقاطعة الفنية لإسرائيل. وقال مدير مسرح «حولون»، غي تيليم: إن «ويلسون المعروفة بصوتها القوي كانت ستغني ضمن مهرجان حولون النسائي الدولي، قبل أن تعلن إلغاء الحفل بعد أشهر من توقيعها عقدا للغناء في إسرائيل، وبعد يوم واحد من تلقيها مستحقاتها الكاملة نظير الغناء». وأشار إلى أنه تحدث إليها مطولا لإقناعها بالعدول عن قرارها، ولكن من دون جدوى، وقال إنه استنتج أن قرارها يأتي من رغبتها في دعم الحقوق المدنية للفلسطينيين، على الرغم من أن التفسير الأول الذي قدمته له هو أنها قرأت أخيرا عن نية إسرائيل مهاجمة إيران، وأنها خافت على حياتها. وبذلك تنضم ويلسون إلى مغنين وفرق سبق أن ألغوا حفلات لهم في إسرائيل لأسباب سياسية، بينهم الفنان العالمي كارلوس سانتانا، الذي غنى في «موازين» قيل عامين، والنجمة الإيسلندية بيورك، التي ستغني الصيف المقبل في مهرجان فاس للموسيقى العريقة، إضافة إلى العازفة الأمريكية كات باور، وإلفيس كوستيلو وفرقة «البيكسيز» وفرقة الرقص البريطانية «كلاكسون» وفرقة الروك الشهيرة «غوريلاز ياوند سيستم». ومقابل المواقف التي عبر عنها هؤلاء، أثيرت أكثر من ضجة في المغرب، بسبب زيارة عدد من الفنانين المحليين لإسرائيل، آخرها تسببت فيها المغنية الشابة زهرة هندي، التي تعرضت لانتقادات قوية بسبب موافقتها على الظهور أمام الجمهور الإسرائيلي، وواجهت بعدها موجة من الاحتجاجات عند وصولها إلى مدينة الدارالبيضاء شهر دجنبر الماضي للغناء بالمركب السينمائي «ميغاراما». ومن أبرز الفنانين الذين أحيوا حفلات في إسرائيل، عبد الرحيم الصويري، الذي شارك في أكثر من مناسبة في سهرات موسيقية منظمة من قبل الأوركسترا الأندلسية الإسرائيلية، إضافة إلى الفنان عبد الرحيم عبد المومن، والفنان المسرحي الطيب الصديقي. ولم يسلم المنشد عبد السلام السفياني من الانتقادات بسبب مشاركته إلى جانب فنانين إسرائيليين في حفلات للطرب الأندلسي والموسيقى العبرية في مهرجانات أجنبية، كما تم الترويج على بعض مواقع الأنترنت لمشاركة المغنية المغربية الشابة، فردوس، في حفل بمدينة أشدود الإسرائيلية. وإلى جانب هؤلاء، مازال عدد من الفنانين اليهود المغاربة يغنون باستمرار في إسرائيل، بل واستقر أغلبهم هناك، بعد أن صنعوا لأنفسهم اسما في الساحة الفنية المغربية، كالفنان الشعبي بينحاس كوهين ورايموند البيضاوية وإيميل زريحان والفنان الراحل سامي المغربي (اسمه الحقيقي سالومون أمزلاج) والحاخام المغربي الإسرائيلي حاييم لوك، الذي سيغني في الدورة المقبلة من مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة إلى جانب عبد الرحيم الصويري. من جهة أخرى، سبق للفنان المغربي محمد باجدوب أن أكد أنه رفض أكثر من مرة عروضا إسرائيلية مادية مغرية مقابل الغناء في تل أبيب، مستغربا ما يشاع حول أن اليهود لعبوا دورا أساسيا في تطوير شكل الأغنية الأندلسية.