أقدم مهاجر مغربي مقيم في إسبانيا، في الساعة التاسعة من ليلة الاثنين الماضي، على إضرام النار في ذاته بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالجارة الشمالية، حيث لم يتوصل بمساعدات اجتماعية على غرار المواطنين الإسبان. وأفادت السلطات الإسبانية، في بلاغ لها، أن الأمر يتعلق بمهاجر مغربي يبلغ من العمر 28 سنة، سبق له أن هدد يوم السبت الماضي بإحراق نفسه، لكن لم يؤخذ تهديده بعين الاعتبار وتوجه المغربي إلى مفوضية الشرطة في بلدة «أربوسييس» بإقليم خيرونا بمقاطعة الحكم الذاتي لكاتالونيا، حيث صب البنزين على جسده أمام باب المركز الأمني، ثم أضرم النار في ذاته. ونجا المغربي من الموت حرقا بعدما تم إنقاذه من طرف بعض عناصر الوقاية المدنية الإسبانية، حيث تم نقله إلى مستشفى مدينة خيرونا لتقديم الإسعافات الأولية إليه قبل نقله إلى مستشفى في مدينة برشلونة. وأوضح بلاغ لبلدية البلدة الإسبانية الصغيرة أن المهاجر المغربي كان ينتظر مساعدات اجتماعية للخروج من الوضع المعيشي الصعب الذي كان يعيشه منذ سنة، كما زاد من تأزم وضعه الاجتماعي انفصال زوجته الإسبانية عنه. وتعتبر عملية إحراق الذات هذه هي الثانية من نوعها في إسبانيا في أقل من أسبوعين، بعدما أشعل شخص آخر يبلغ من العمر 59 سنة، النار بجسده احتجاجا على تسريحه من العمل. ووفق مصادر إسبانية فإن المواطن الإسباني (ف.س.م) وهو متزوج وأب لطفل، اضطر إلى إحراق جسده تعبيرا عن السخط والاحتجاج بسبب تسريحه من العمل، ببلدة «ريباروخا» بإقليم فلنسية. وأقدم هذا الإسباني الذي كان يعمل بقطاع الفلاحة، على حرق نفسه بالقرب من منزله بعدما جرى طرده يوما من قبل حيث كان يعمل في تعاونية فلاحية. وتعكس الظاهرة تخوف إسبانيا من انتقال هذه العدوى في بلد يعرف تسريح أكثر من1900 عامل يوميا، فيما تجاوز عدد العاطلين ال5 ملايين و200 ألف شخص.