تعتبرالجالية المغربية المقيمة فوق التراب الاسباني من أكثر الشرائح الاجتماعية تأثرا بالانكماش الاقتصادي الذي تشهده إسبانيا منذ زهاء االسنتين مؤديا الى أزمة اقتصادية واجتماعية خطيرة بفعل تفاقم نسب البطالة وتدهور الظروف المعيشية. وبلغت معاناة الجالية المغربية مستوى أقدم من جرائه مهاجر مغربي مقيم في اسبانيا على إضرام النار في نفسه على طريقة التونسي البوعزيزي بعد عدم توصله بمساعدات اجتماعية . ويتعلق الأمر بشاب مغربي يبلغ من العمر 28 سنة سبق وأن هدد يوم السبت الماضي بإحراق نفسه ، لكن لا أحد اعتقد أنه سيقدم على تنفيذ تهديده ليلة الاثنين الماضي ، حيث قصد مركز الشرطة في بلدة أربوسيس في إقليم خيرونا بمنطقة الحكم الذاتي كاتالونيا شمال شرق اسبانيا، وصب البنزين على نفسه أمام باب المركز وأضرم النار، وحاول شرطي أن يطفئ النار بالارتماء عليه لكن لم ينجح ومن حسن الحظ حالفه مع مرور رجلي إطفاء قاما باخماد النار. وجرى نقل المهاجر المغربي الذي لم يتم الكشف عنه اسمه الى مستشفى في برشلونة بينما تلقى الشرطي الإسعافات في مدينة خيرونا من الحروق الطفيفة التي أصيب بها. و ّأكدت مصادر من بلدية أربوسيس التي لا يتعدى سكانها سبعة آلاف شخص أن المهاجر كان ينتظر مساعدات اجتماعية للخروج من الوضع المعيشي الصعب الذي كان يعيشه منذ سنة. خاصة بعد انفصاله عن زوجته الإسبانية نتيجة انسداد الأفاق . وتفيد مصادر من جمعيات تمثيلية للمهاجرين أن نسبة هامة منهم تفكر بجد في مغادرة اسبانيا و العودة النهائية الى أرض الوطن في حالة إقدام السلطات الاسبانية على تمكينهم من تحفيزات مادية و اجتماعية , خاصة بعد أن تضاعفت نسبة البطالة في أوساطهم بمعدلات تفوق بكثير تلك المعلن عنها من طرف الدوائر الحكومية الاسبانية وتعيش اسبانيا أجواء من الاحتقان الاجتماعي بسبب سياسة التقشف التي تطلقها حكومة ماريانو راخوي، واحتضنت 57 مدينة يوم الأحد الماضي تظاهرات شعبية كبرى منددة بهذه الاقتطاعات. وتشير مختلف الدراسات والتقديرات أن اسبانيا مقبلة على تظاهرات اجتماعية وسياسية لم تشهدها البلاد خلال الثلاثين سنة الماضية.