من لبنان أرسل الإطار الوطني محمد سهيل آهاته، أعلن غضبه على تصريحات مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم، وتساءل عن مصدر سلطة هذا المدرب الذي انتظرنا وصوله لنصف سنة قبل أن يعلن حربه على المدربين والصحافيين والمحللين. في حوار لمحمد سهيل مدرب نادي العهد اللبناني مع «المساء» تطايرت شظايا الغضب وبدا وكأن «سيمحمد» يتمرد عن لعبة السين والجيم ولينخرط في بوح مشبع بنبرات القلق، من موقعه كمغربي يعتبر اتهامات المدرب البلجيكي دليلا على أن حكاية المدرب العالمي مجرد خرافة، وأن راتب غيريتس يحول السميك إلى مسخرة، وكشف سهيل على ردود فعل اللبنانيين الذين اعتبروا أسود الأطلس مجرد أسماء من ورق إلى أن يثبت العكس. - ما ردك على الاتهامات التي وجهها الناخب الوطني إيريك غيريتس للمدربين المغاربة حين وصفهم بالفاشلين؟ أريد عبر هذا المنبر أن أسدي نصيحة لهذا المدرب، الذي يقال إنه مدرب عالمي ومحترف وله تاريخ حافل بالإنجازات، وأطلب منه إغلاق فمه والانحناء إلى أن تمر العاصفة، لأنه في عالم التدريب والرياضة بصفة عامة النتائج هي التي تتكلم عن المدرب، فحين يحقق مدرب أو لاعب إنجازا كبيرا فلا داعي للكلام لأن الإنجاز يتحدث عن نفسه، وفي حالة الهزيمة على الرياضي أن يستوعب الدرس بصمت وبأقل خروج إعلامي، للأسف إيريك غيريتس يتكلم في حالتي النصر والخسارة، حين يفوز يجد الفرصة مواتية للتذكير بإنجازاته مع الهلال السعودي ومع أولمبيك مارسيليا وعندما ينهزم يتهم الآخرين أكانوا مدربين أو محللين أو حتى الصحافيين، وهذا يدل على أن ما قيل عن غيريتس كمدرب عالمي مجرد خرافة أظن أن المدرب كالملاكم حين يتعرض للضرب المبرح ينكمش في جسده ويعمل على حماية وجهه من اللكمات كي لا يسقط بالكاو لأن الهزيمة بالنقط في مثل هذه الحالات أهون. - هل يكفي بيان تنديدي من ودادية المدربين للرد على تصريحات غيريتس أم هناك إجراءات أخرى يجب أن تأخذ على مستوى آخر؟ دفاعا على أصدقائي المدربين أريد فقط أن أقول بأن هذا المدرب الذي انتظرناه لشهور، وكنا نحصي الأيام ليصل إلى المغرب، وتعاقدنا معه وهو على ذمة فريق آخر، هذا المدرب الذي جاء لبلادنا وفي فمه ملعقة من ذهب، يستحق أن يقول فينا ما شاء لأن تعاملنا معه لم يكن مجرد تعامل مع مدرب كبقية المدربين بل كمهدي منتظر، وأمام الهالة الكبرى التي أحيط بها التعاقد معه، كان من الطبيعي أن ينتفض كلما مسه الانتقاد لأنه مدرب يملك الحصانة، أعتقد أن غيرتس لم يتعامل مع المدربين فقط باستخفاف شديد، بل تعامل مع الجامعة أيضا حين أرسل لها مساعده كوبيرلي وقال لهم «عديو بهذا حتى نسالي شغالاتي مع الهلال»، وأهان صحافيا مغربيا في ندوة صحافية في مراكش بعد الفوز الخادع على الجزائر، وأهان المحللين الرياضيين وأهان البطولة المغربية، لذا يجب على الجامعة أولا أن تلفت نظره إلى هذه الانفلاتات وتؤنبه، فاللاعب يعاقب إذا أخطأ والمدرب الأجنبي محصن هذا تناقض. - لكن المدربين المغاربة الذين أشرفوا على تدريب المنتخبات الوطنية تعرضوا للانتقاد عند كل إقصاء، السيناريو يتكرر أليس كذلك؟ صحيح أن الانتقاد يوجه للإطار المغربي بحدة وتتعالى الأصوات مطالبة بمدرب أجنبي، لكن من هو المدرب المغربي أو الأجنبي في تاريخ الكرة المغربية الذي انتظرناه نصف عام؟، ومن هو المدرب الذي فتحت له كل صنابير الدعم؟ ومن هو المدرب الذي كان خارج سلطة الجامعة؟، علما أن غيريتس لا يتمتع بأي تاريخ كروي على مستوى المنتخبات جاء إلى المغرب ليصنع تاريخا ويعزز سيرته الذاتية ويعيد كتابة بطاقة زيارة عليها صفة ناخب وطني، إذا كان إيريك مدرب عالمي ومحترف كما تقول الجامعة، عليه أن يعلمنا قواعد الاحتراف لا أن يكشف لنا «حنة يديه في الشتم. - ما هي التدابير التي يفترض في مدرب خارج من الدور الأول أن يقوم بها بعد الإقصاء؟ عليه قبل الإقصاء إذا كان محترفا حقا ألا يطلق العنان لتصريحات غير محسوبة، وأن يجعلنا نتعلم منه إذا كان محترفا حقا، ففي مثل هذه الحالات يستخلص كبار المدربين الدروس والعبر، لو شاهد إيريك أشرطة المباريات التي خاضها المنتخب المغربي في الغابون لكان له كلام آخر، ولقال لمنتقديه أنتم على حق لقد أخطأت في كذا وكذا، ودعا إلى جلسة حوار مع الأطر التقنية لفهم ما حصل، لأسف غيريتس وعد بالذهاب إلى الغابون للعودة بالكأس وعد ينم على عدم احترافية هذا المدرب الذي ألتمس منه إعادة مشاهدة مباريات المنتخب المغربي في نهائيات كأس أمم إفريقيا. - وأنت في لبنان كيف تقبل اللبنانيون إقصاء المنتخب المغربي من الدور الأول لنهائيات كأس إفريقيا؟ بصدق اللبنانيون لم يهتموا كثيرا بنهائيات كأس إفريقيا للأمم، نحن أيضا لا نولي اهتماما كبيرا لنهائيات كأس أمم أسيا أو أمريكا اللاتينية، بحكم قانون القرب، لكن كل من شاهد المنتخب المغربي وعايش إقصاءه من الدور الأول كالصحافيين والمهتمين بكرة القدم، يقولون لديكم منتخب من ورق. الأسماء المكونة للفريق الوطني تسبقها هالة كبرى ومدرب قيل إنه عالمي ومكلف والنتيجة مخيبة للآمال. - رد غيريتس على من شكك في تجربته كناخب، وقالإنه عايش نهائيات كأس العالم وكأس أوربا وبالتالي فهو ليس عديم الخبرة والتجربة؟ نعم غيريتس عايش المنتخب البلجيكي في نهائيات كأس أمم أوربا ونهائيات كأس العالم لكن كلاعب وليس كمدرب، هناك اختلاف كبير بين أن تكون لاعبا ومدربا، كثير من اللاعبين المغاربة شاركوا في نهائيات كأس العالم وبطولة أمم إفريقيا لكن الخبرة المكتسبة كمدرب تعوزهم، أظن أن لقب مدرب عالمي لا يستحقه إلا المدرب الذي عاش تجارب في كل المنافسات القارية والعالمية وهو على كرسي البدلاء يشرف على الجانب التقني. - لكن التشكيلة التي فازت على المنتخب الجزائري هي التي خرجت من الدور الأول لنهائيات كأس أمم إفريقيا؟ على المدرب أن يتعرف على الوجه الآخر للعملة، ويعرف أن الانتصار قد يمنحه الأمان لكن حين ينهزم عليه أن يتقبل الاختلاف في الرأي، لا ننس أن منتخبنا تأهل بشق الأنفس إلى نهائيات كأس إفريقيا وأن منتخبات غير مصنفة وقفت في وجهنا كتانزانيا وإفريقيا الوسطى، وأن الجامعة لم تستوعب درس دورة إل جي الدولية، وأن الجزائر كانت تمر بفترة فراغ وأن المدرب تجبر وأن وأن وأن، للأسف لدينا مدرب أقوى من الجامعة. - هناك جدل في المغرب حول راتب المدرب غيريتس، هل أنت مع هذا النقاش أم تعتبره ثانويا؟ أتساءل من هذا المنبر ما إذا كان المدرب إيريك غيريتس يعرف السميك في المغرب أم لا، فإذا كان يعرف سقف الراوتب في المغرب فإنه لن ينام إذا كان يقتسم مشاعر القلق مع المغاربة كما قال، وإذا كان ملما فعلا بالحالة الاجتماعية للبلاد، وأظن أن الراتب الشهري لغيريتس يتجاوز بعشرات المرات رواتب المدربين في بلجيكا، التي لا يمكن تصنيفها في خانة الحضارات الكروية العريقة، لقد سبق لمنتخبنا أن هزم بلجيكا برباعية ورغم ذلك لم تسقط عن المدرب غيريتس الصفة العالمية. - بعيدا عن هواجس المنتخب المغربي، كيف يعيش سهيل تجربته في لبنان باعتبارك المدرب المغربي الوحيد في الدوري اللبناني لكرة القدم؟ لست حديث العهد بالدوري اللبناني فقد سبق لي أن أشرفت على تدريب نادي أولمبي بيروت وحزت معه على ثنائية البطولة والكأس، كما أشرفت على تدريب منتخب الشبان في هذا البلد، اليوم أمارس مهمتي على رأس الإدارة التقنية لنادي العهد، الحمد له حققنا في السبع مباريات الأخيرة في الدوري المحلي سبع انتصارات، للأسف انهزمنا في مباراة الكأس أمام نادي النجمة وذلك بسبب هفوات التحكيم كنا منتصرين بهدفين لصفر الحكم منح الخصم ضربة جزاء خيالية والحارس أخطأ في التعامل مع كرة لا تشكل أي خطورة، المهم لازالت أمامنا رهانات كبرى كتصفيات رابطة الأبطال الأسيوية.