المكان: محطة ردايو مارس وبالتحديد برنامج «مارس أطاك» الذي يقدمه لينو باكو. موضوع النقاش:إقصاء المنتخب الوطني في نهائيات الغابون وغينيا الاستوائية. من بين الضيوف عزيز داودة، المدير التقني السابق لجامعة ألعاب القوى، وصحفي يحمل اسم أسامة بنعبد الله، يشغل مهمة محلل في القناة. فجأة سيتحول النقاش الدائر إلى معركة كلامية بين داودة وبنعبد الله، تم فيها استعمال ألفاظ نابية على الهواء مباشرة، فداودة اعتبر أن بنعبد الله مجرد صحفي وأنه لا يعرف أي شيء حتى يتحدث عن تجمع المنتخب الوطني بماربيا وعن اختيار غيريتس لذلك المكان، قبل أن «يشتعل» النقاش عندما وصف داودة الصحفي بنعبد الله بأنه مريض، فما كان من الأخير إلا أن رد عليه بالمثل، وذهب أبعد من ذلك ليقول لداودة:» تنعتني بهذا الوصف، رغم أنني طيلة عشر سنوات وأنا أدافع عنك في وقت كنت تتلقى فيه الضربات من كل الجهات». لم نكن إزاء نقاش يمكن أن يستفيد منه المستمع، بل كنا أمام «معركة» كلامية بين شخصين من المفروض أن يديرا دفة النقاش وأن يعطيا المثل للجمهور الرياضي، فإذا بهما يستعملان لغة الشارع. ما حدث في هذا البرنامج يبدو مثيرا للتساؤل ويكشف لماذا وصلت رياضتنا إلى الحضيض، فعندما يتحدث من يفترض فيه أن يكون مسؤولا عن كلامه بهذه اللغة، فماذا ننتظر من المشجع العادي؟ بالنسبة لداودة، ليست هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها بهذه الطريقة ضد الصحفيين، ويعتبر أن ليس من حقهم الحديث، علما أن داودة الذي يعشق الحديث عن التخصص في المجال الرياضي، نسي أنه أصبح يتحدث في كل الرياضات ويفتي على الجميع بما يمكن أن يقوموا به، وكأن الرجل موسوعة زمانه. هذا بالنسبة لداودة، أما بالنسبة ل«الصحفي» بنعبد الله، فهذه فرصة ليعرف أنه أخطأ عندما قال لداودة إنه ظل عشر سنوات وهو يدافع عنه في وقت كان يتلقى فيه الضربات من كل الجهات. فوظيفة الصحفي ليس الدفاع عن أي طرف، ولكنها نقل الحقيقة والاستماع إلى مختلف وجهات النظر، دون أن يتحول إلى محام يدافع عن هذا الطرف أو ذاك. عندما يتحول إلى القيام بهذا الدور، فإن عليه أن يزاول مهنة أخرى ليست الصحافة بطبيعة الحال.