باشرت السلطات المختصة، طيلة أول أمس الخميس، عمليات تمشيطية بجميع نقط البيع المعروفة بأنشطة التهريب بكل من مدينة وجدة وبلدة بني ادرار وأحفير وبركان، أسفرت عن حجز كميات من الحليب المجفف «ليكولي» المصنع في الجزائر، والموصوف بأنه خطير وغير صالح للاستهلاك البشري نظرا إلى احتوائه على جراثيم مضرة بصحة المستهلك.
وعلم أن هذا الحليب الضار تم تهريبه إلى المغرب عبر الشريط الحدودي الجزائري المغربي، في ظروف غير صحية، وهو الحليب نفسه الذي تم منعه من دخول التراب التونسي وتم سحبه من الأسواق الجزائرية لخطورته بعد أخذ عينات منه وتحليلها بمعهد «باستور» بالجزائر العاصمة حيث تبيّن أنّه يشكّل خطرا على حياة المستهلك، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال الصغار، إذ تنصح الشركة المصنعة نفسها بعدم مناولته للرضع عبر ملاحظة مكتوبة داخل شريط أحمر على العلبة لاحتوائه على مواد خطيرة.
وحاول بعض المهربين ترويج هذا المنتوج القاتل بمدينة بركان بعد عرضه على التجار، الذين رفضوا اقتناءه لثمنه المرتفع حيث حدد ثمن صندوق من 10 علب من فئة 500 غرام بالجملة في 120 درهما، ليتم ترويجه بالتقسيط ب20 درهما للعلبة الواحدة.
ومن جهة ثانية، يذكر أن وزارة الصناعة والتجارة التونسية اتخذت التدابير اللازمة لمنع ترويج هذه المادة بالسوق التونسية ولاسيما بالجهات الحدودية حسب ما أفاد به بلاغ وكالة الأنباء التونسية، ودعت مواطنيها والتجار للامتناع عن استهلاك وترويج هذا النوع من الحليب علما أن مصالح المراقبة الاقتصادية التونسية قد بادرت إلى حجز كمية ضعيفة من هذا النوع من الحليب في ولاية قبلي على إثر عمليات المراقبة الشاملة لكامل تراب الجمهورية التونسية.
ومن جهتها، سحبت مديرية التجارة الجزائرية بقسنطينة، أكثر من طن من الحليب المجفف «ليكولي» من أسواق الولاية الجزائرية، أواخر شهر يناير الماضي، بعد تيقنها من احتوائه على بكتيريا مرضية قاتلة، تبين أنها داخل مكوناته في علب مسوقة بغرب الجزائر بعد إخضاع عينات منه للتحاليل المخبرية. عملية السحب تمت على خلفية تحذيرات أطلقتها قبل أيام الوزارة الجزائرية الوصية، تخص تسويق حليب يحتوي على نوعين من البكتيريا الخطيرة بولاية النعامة الجزائرية، هما «الكلوستريديوم» و«الستافيلوكوكس» حيث اكتشف أنهما ضمن مكونات الحليب المجفف الذي يحمل اسم العلامة الكندية «ليكولي» والمسوق في الجزائر داخل علب صفراء اللون يعتليها شريط أزرق، بعد تعليبه في منطقة بئر توتة في العاصمة الجزائرية. ويؤدي دخول بكتيريا «الكلوستريديوم» و«الستافيلوكوكس» إلى جسم الإنسان، إلى الإصابة بأمراض عصبية وجلدية خطيرة، يمكن أن تتسبب في موت المريض خلال ساعات لكونها مقاومة للمضادات الحيوية.