يقوم وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، يومه الجمعة بزيارة لإسبانيا، في ظل مناخ سياسي جديد هب على المنطقة المغاربية والمحيط المتوسطي بشكل عام، بعد التحولات الكبرى التي شهدها العالم العربي جنوب المتوسط، وانعكاس ذلك على العلاقات المغاربية الأوربية. وتأتي زيارة المسؤول المغربي لإسبانيا بعد مضي أسابيع قليلة على الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة في جارتنا الشمالية، ماريانو راخوي، لبلادنا، والتي تركت انطباعا جيدا لدى الجانبين. هناك عوامل جديدة ومهمة تساعد، اليوم، على بناء علاقات حسن جوار حقيقية بين البلدين، فقد تجاوز المغرب والاتحاد الأوربي أزمة تجديد اتفاقية الصيد البحري، وكان لإسبانيا في هذا الموضوع موقف إيجابي؛ كما أن الأزمة الاقتصادية العالمية، التي تضررت منها البلدان المتوسطية بشكل عام وإسبانيا بوجه خاص، باتت تفرض قواعد جديدة لبناء العلاقات بين الدول، قواعد تفرض إعادة ترتيب الأولويات وإيلاء الأهمية للجوانب الاقتصادية والتجارية لتجاوز مخلفات الأزمة وتبعاتها. كل هذه العوامل من شأنها أن تحفز المغرب وإسبانيا على الدخول في طور جديد لبناء علاقات على أساس تثمين الإيجابيات وتقليص الفجوات وفق قاعدة تغلب المصلحة المشتركة. وإذا كانت علاقات البلدين قد شهدت بعض التحول في الآونة الأخيرة، خاصة بعد زيارة راخوي، الذي كان يُنظر إلى حزبه الشعبي باعتباره عدوا للمغرب أو على الأقل حزبا غير صديق، فإن الضرورة باتت تفرض اليوم أن تنصت إسبانيا للمغرب وأن تعمل على فتح الملفات العالقة، ومن بينها ملف المدينتين السليبتين سبتة ومليلية، من أجل تجاوز أي احتمالات للمواجهة والتوتر في المستقبل.