تحتفل بيرليي المغرب بمرور سنة على افتتاح أنشطتها في قطاع النقل بالمغرب. وتوقعت الشركة الفرنسية التي تعد ثالث مصنع للشاحنات بالمغرب أن تقوم بإنتاج 4000 سيارة هذه السنة رغم أن مسؤولي الشركة يشتكون من ارتفاع أسعار البترول التي تنعكس بشكل سلبي على توسيع أنشطة النقل. - تحتفلون بمرور نصف قرن على تأسيس شركة «برليي المغرب» وهي الشركة التي جاءت في سياق السياسة الصناعية التي أطلقها المغرب في بداية الاستقلال، فما هي المكانة التي تحتلها الشركة بعد مرور 50 سنة على تواجدها في المغرب؟ < استفادت الشركة من الدينامية التي يعرفها الاقتصاد المغربي والتي انعكست بشكل إيجابي على قطاع النقل. واستطاعت الشركة أن تكون المصنع الأوربي الأول في المغرب خلال الفصل الأول من هذه السنة، ومازالت ثالث مصنع أجنبي للشاحنات في المغرب. وارتفعت قوة الطلب داخل السوق المغربية خلال الخمس سنوات الأخيرة، مما جعلنا نعزز حضورنا في العديد من المدن المغربية إلى جانب تطوير منتوجاتنا، خاصة تلك المتعلقة بالنقل الثقيل. - كيف تواجهون المنافسة علما أن ثمة من أصبح يستورد الشاحنات من الخارج خاصة من الصين بحيث لم تصبحوا الفاعل المهيمن في السوق المغربي؟ < ثقافة المؤسسة ترتكز على أن المنتوج يصنع الفرق، وهو ما يقوي عنصر الوفاء للمقاولة لدى زبنائنا. عكس الشركات الأخرى، نحرص على تقديم عرض متكامل خاص بالمنتوج يشمل قطع الغيار والصيانة والتركيب. خلال السنتين الأخيرتين، نجحنا في إدماج التدبير والاستغلال والضمانة ضمن منظومتنا المقاولاتية. تبلغ القدرة القصوى للشحن لأحدث شاحنة للشركة 1820 كيلوغراما، ولها استهلاك منخفض للطاقة. تمكنا هذه السنة من إدماج خطين للإنتاج من أجل إنتاج 4000 سيارة، إلى جانب تدشين ورشات للإصلاحات الميكانيكية في العديد من المدن المغربية وضمان تكوين عمال مدربين داخل مركز الخدمات الخاصة بالشركة، حيث بلغ العدد الإجمالي للمستفيدين من الحصص التكوينية 15651 عاملا تم إدماجهم داخل مختلف الوحدات الصناعية للمجموعة. - ما هي الإكراهات التي تعترض قطاع تصنيع الشاحنات في المغرب وما هي العوامل التي تعتبرونها مضرة بالقطاع؟ < أحد أهم المشاكل التي تواجهنا هو ارتفاع أسعار البترول الذي ينعكس بشكل سلبي على توسيع أنشطة النقل ويقلص من خطط الاستثمار على المدى الطويل، إضافة إلى مشكل تقني آخر يتعلق بالجودة المنخفضة للغازوال المغربي الذي يؤثر على فعالية المحركات التي تحترم المعايير الأوربية. قد نتجاوز هذا العائق في يناير المقبل، تاريخ موعد تسويق «غازوال 50 بي بي إم». لاحظنا أن الزبناء المغاربة يتجاوزون طاقة الشحن الخاصة بالنقل، وهو ما يستدعي من المشرع المغربي مراقبة وتفعيل النصوص القانونية الخاصة بالنقل الطرقي. نحاول تجاوز التعقيدات الخاصة بتقلبات أسعار الطاقة، وذلك بتصميم سيارات وشاحنات تستهلك كمية قليلة من الوقود، ربما قد تكون مرتفعة في السعر، لكنها ذات جودة عالية. - ما هي مشاريعكم المستقبلية؟ < سنشرع في تسويق شاحنتين جديدتين: ماغنوم الخاصة بالنقل الدولي والتي تم تطويرها مقارنة بأول وحدة ظهرت سنة 1991، وتم تعزيز عناصر السلامة المتعلقة باستخدامها وتطوير خصائصها التقنية. وشاحنة ماكسيتي الخاصة بالمسافات الطويلة للنقل المحلي. وننوي توسيع فروع الشركة التي تشمل حاليا 45 شريكا، لتشمل مدنا مغربية أخرى. بيرليي يتذكر أول لقاء له بعبد الرحيم بوعبيد أفاد بول بيرليي، مؤسس الشركة، بأن أول زيارة له للمغرب تعود إلى سنة 1957، حيث التقى بالمسؤولين المغاربة وقتها. عن تلك المرحلة، يقول بول متذكرا:«استقبلني عبد الرحيم بوعبيد في مكتبه قائلا: ستكون أول مصنع مغربي للسيارات، أنت الوحيد الذي حظي بثقتنا لأنك لا تكذب عكس الآخرين». وتلقى بول مكالمة هاتفية من بوعبيد يخبره فيها بضرورة لقائه صباح اليوم الموالي في مكتبه في الرباط، يقول: «أخذت أول طائرة متجهة إلى الدارالبيضاء، وأسرعت بركوب القطار إلى العاصمة حتى لا يفوتني لقاء الوزير الأول»، ويتابع: «بفضل ثقة الحكومة المغربية، أسست الشركة رسميا في 28 مارس 1958 والتي اعتبرها المراقبون أول مستثمر أجنبي في مغرب ما بعد الاستقلال». في أبريل 1958، تم تسويق أول سيارة لبيرليي أطلق عليها اسم «أياشي»، وسرعان ما تم الاعتراف بها في الجريدة الرسمية كأول مصنع مغربي بعد الاستقلال. «في سنوات الخمسينيات، كان المغرب بحاجة إلى بناء أسطول النقل للربط بين المدن، وكان المصنع ينتج في تلك الفترة شاحنتين يوميا، وارتفعت تلك النسبة لتصل الآن إلى 17 شاحنة يوميا»، يقول بول بيرليي. وأضاف بيرليي أن سلسلة الإنتاج امتدت خارج المغرب لتشمل الموزمبيق وليبيا وتونس والسنغال ودول أخرى، حيث تمكنت سنة 1974 من إنتاج 61 في المائة من الشاحنات المغربية وتزويد القوات المسلحة الملكية ووحدات الجيش المغربي بسيارات الجيب العسكرية. وتحتفل الشركة اليوم بذكراها الخمسين، حيث حضر مؤسسها في الأسبوع الماضي، حاملا محفظة تتضمن وثائق تؤرخ للحظات الولادة الأولى.