يستعد الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لإطلاق طلب عروض دولي في منتصف السنة الجارية من أجل تفويض تدبير مصحاته. وأوضح جمال الساسي، مدير المصحات بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، أنه يرتقب إطلاق طلب العروض في يونيو القادم، حيث يفترض تفويض تدبير مصحات الصندوق قبل نهاية السنة الجارية. ويأتي السعي إلى تفويض تدبير المصحات، تطبيقا لمقتضى القانون المنظم للتأمين الصحي الإجباري، حيث يمنع على كل هيئة مكلفة بتدبير نظام أو مجموعة من أنظمة التأمين الإجباري الأساسي عن المرض الجمع بين تدبير نظام من هذه الأنظمة و تدبير مؤسسات تقديم خدمات في مجال التشخيص والعلاج والاستشفاء. وقال الساسي إن ثمة شروطا يفترض توفرها في من يسعى إلى تولي أمر مصحات الصندوق في إطار التدبير المفوض، حيث يتوجب عليه أن يكون ذا خبرة كبيرة في مستوى تدبير المصحات وأن يستجيب للمعايير المالية الواجبة. غير أن الساسي شدد أكثر على أن تفويض التدبير يستدعي أن يلتزم من يتقدم للمنافسة أن تؤول إليه المصحات الثلاثة عشر، التي يملكها الصندوق، ويصون مكتسبات العاملين فيها و يعمل بالتعريفة الوطنية، بحيث لا يحق له الزيادة فيها. وكان يفترض أن يطلق الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي طلب عروض لتفويض تدبير مصحاته في سنة 2010، غير أن الظرفية الاقتصادية التي نالت منها الأزمة اقتضت تأجيل ذلك، وحاول الصندوق الإعلان عن طلب عروض في السنة الفارطة، إلا أنه تم تأجيل ذلك مرة أخرى. يشار إلى أن الصندوق كان يعتزم تفويض تدبير المصحات في 2008، حيث كان قد أعلن عن طلب عروض دولي سنة قبل ذلك، غير أن العملية تعثرت، على اعتبار أن المفاوضات مع الفاعل الإسباني «يو إس بي أوسبطاليس» فشلت بسبب الخلاف حول الضمانة المالية. وكان مجلس إدارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي قد أمهل إدارة المؤسسة إلى غاية 2010 من أجل تسوية ملف المصحات، إلا أنه بسبب الأزمة طلبت الإدارة مهلة جديدة، ليتم الاتفاق على العمل على تفويض التدبير قبل نهاية السنة الجارية. وكانت الوضعية المالية للمصحات مثار نقاش داخل النقابات الممثلة داخل مجلس إدارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، مما قد يشكل، حسب مصدر نقابي قريب من مجلس الإدارة، سببا لتفويض تدبير بشروط دون تلك التي وضعها الصندوق. غير أن الساسي يشدد على أنه تم خلال السنوات الأخيرة تعزيز الاستثمارات في المصحات، حيث وصل غلاف الدعم المخصص لها برسم السنة الفارطة إلى 176 مليون درهم. وتشير أرقام الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي إلى أن عدد المرضى، الذين استقبلتهم مصحاته، انتقل من 46533 إلى 56459 ألفا بين 2006 و2010، مما رفع معدل الملء إلى 50 في المائة و90 في المائة في بعض الأحيان، في نفس الوقت انتقل رقم معاملات المصحات من 309 ملايين درهم إلى 417 مليون درهم.