خلق عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية الحدث في منتدى «دافوس» العالمي، حين قال لمحاوريه في جلسة خاصة حملت عنوان «الحكامة في دول شمال إفريقيا.. من الثورة إلى التحول»، «إن المتشددين يجب إشراكهم في الحياة السياسية، ودعوتهم إلى مثل مؤتمر دافوس، وإدخالهم إلى البرلمان، ليغيروا نظرتهم»، مضيفا: في جوابه «لا تبالغوا في مواقفكم.. لا تضعوا الخمر على مائدتي، هل هذا تشدد أو تطرف؟». بنكيران الذي صدرت عنه بعض الكلمات باللهجة اللبنانية، أثار قضية الاستثمار الأجنبي، وقال في هذا السياق «إنه مستعد لحل أي مشكل يعترض أي مستثمر أجنبي بصفة شخصية، بشرط ألا يكون هناك خمر على مائدة الغداء، حيث أبدى استعداده للالتقاء بالجميع «لكن بدون خمر على المائدة، ومن أراد أن يشرب الخمر فليشربه لكن ليس على مائدتي». رئيس الحكومة في رده على سؤال متعلق بمطالبه الإصلاحية، طرحته الصحفية اللبنانية التي أشرفت على تسيير الجلسة، واجهها بأنه الآن في الحكومة وليست له مطالب، بل عليه الإنجاز والعمل من أجل تحقيق التنمية في المغرب؛ كما خاطب بنفس الحدة متدخلة تونسية، علقت بأن الإسلاميين في شمال إفريقيا يتحدثون عن التنمية لكنهم يقمعون المرأة ولا يشركونها في اتخاذ القرار، حيث قال إن قضية المرأة فزاعة يخرجها الفاسدون من أجل الضغط على الحكومة. عبد الإله ابن كيران قال أيضا «إن الربيع العربي وصل إلى المغرب ساخنا، لكنه لم يكن حارقا، حيث أكد أن حركة عشرين فبراير كانت امتدادا لهذا الحراك العربي، وأضاف أن الشباب المغربي خرج إلى الشارع للمطالبة بمحاربة الفساد والقضاء على الاستبداد، «وهذا هو مطلبنا نحن أيضا وسنعمل على ذلك»، يؤكد ابن كيران. لكن المغرب يختلف عن الدول العربية الأخرى بوجود ملكية تمتد لقرون وليس لمائة سنة فقط، حيث أكد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن الشباب لم يحمل شعارات من أجل الإطاحة بالنظام كما وقع في البلدان العربية الأخرى، بل كانت شعاراته كلها متعلقة بالإصلاح إلا في حالات معزولة. وأضاف رئيس الحكومة، المنصب من طرف البرلمان أول أمس فقط -أثناء مشاركته في منتدى دافوس الاقتصادي بسويسرا في جلسة خاصة حملت عنوان «الحكامة في دول شمال إفريقيا.. من الثورة إلى التحول»، بمشاركة حمادي الجبالي، رئيس الحكومة التونسية، وعبد المنعم عبد الفتوح، المرشح للانتخابات الرئاسية المصرية، وعمرو موسى، الأمين العام السابق للجامعة العربية والمرشح أيضا للرئاسيات المصرية- أن الهاجس الآن في المغرب هو التنمية بهدف القضاء على الفوارق الاجتماعية، حيث قال إن هناك في المغرب أثرياء يعيشون في بحبوحة، لا ينعم بها حتى أثرياء الغرب، وهناك بالمقابل نسبة ثلاثين إلى أربعين في المائة من المغاربة في الحضيض «لكنهم صابرون»، يؤكد ابن كيران. ولم تخل تدخلات ابن كيران من قفشاته المعتادة، حيث خاطب الصحفية اللبنانية المسيرة للجلسة بألا تخاطبه ب»دولة الرئيس» لأنه رئيس الحكومة المغربية وليس دولة الرئيس، وكان ردها على كلامه أن قالت إنها تعودت على ذلك في لبنان، فطالبها بمغربة مصطلحاتها.