سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تفاصيل ما دار بين العثماني والرئيس بوتفليقة في لقاء مغلق وقف الهجمات الإعلامية وربط فتح الحدود بتطور العلاقات بين البلدين وترك نزاع الصحراء بيد الأمم المتحدة
عاد الدكتور سعد الدين العثماني، وزير الخارجية المغربي، أول أمس، من الجزائر، بعد زيارة استغرقت يومين التقى خلالها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بحصيلة «إيجابية» لم تكن متوقعة وشملت حصيلة هذه الزيارة، بعد لقاء مغلق من ساعة ونصف جمع الرئيس بوتفليقة والعثماني، وقف كل أشكال الهجمات والحملات الإعلامية الرسمية وغير الرسمية لإعادة بناء الثقة وتلطيف الأجواء بين البلدين، حيث اعتبر المسؤولان المغربي والجزائري أن لتلك الحملات الإعلامية، التي تندلع من حين إلى آخر، مفعولا سلبيا وأنها تزرع أجواء الاحتقان والتوتر بين البلدين. كما أبدى المسؤولون الجزائريون لأول مرة مرونة كبيرة في قضية النزاع حول الصحراء، خلافا لمضامين التصريحات السابقة عندما كانوا يربطون فتح الحدود بين البلدين بتسوية هذا النزاع. وذكر مصدر مطلع في هذا السياق أن نزاع الصحراء أثير في اللقاء بين بوتفليقة والعثماني، وخلص الحديث إلى أن هذا النزاع لا ينبغي أن يوقف أشكال التعاون بين البلدين، بل إن المسؤولين المغربي والجزائري اعتبرا هذه القضية آخذة طريقها نحو الحل عبر هيئة الأمم. وتوقف الطرفان أيضا، حسب المصدر نفسه، عند قضية خلافية أخرى تتعلق بالحدود المغلقة بين البلدين منذ أكثر من 18 سنة، حيث تم التشديد على فتح الحدود بين البلدين في إطار منسجم مع تطور وتحسن العلاقات في باقي المجالات المتفق بشأنها، فيما لم يتم الحديث عن أي سقف زمني لفتح هذه الحدود. ولم تقف الأمور عند هذا الحد، بل إن المسؤولين المغاربة والجزائريين اتفقوا على إحداث آلية للتشاور السياسي بين وزيري خارجيتي البلدين. وتقضي هذه الآلية القانونية بعقد لقاء بين الوزيرين مرة كل ستة أشهر، وهو اللقاء الذي يهيئ له كبار موظفي الوزارتين من البلدين. كما تم الاتفاق على عقد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين دون أن يحدد تاريخ معين لذلك، وهي اللجنة التي يحضرها رئيسا حكومتي البلدين. إلى ذلك، قال مسؤول دبلوماسي ل«المساء» إن زيارة العثماني تأتي في سياق تنزيل مقتضيات الدستور التي تتحدث عن ضرورة تمتين العلاقات بالمحيط المغاربي، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هذه المحطة ستنقل المغرب إلى محطة ثانية تعبد الطريق لتعزيز العلاقات بين البلدين في مجالات التعاون التي تم الاتفاق حولها في وقت سابق، وهذه المجالات هي قطاعات الرياضة والفلاحة والطاقة والمعادن، في انتظار أن يشمل التعاون قطاعات أخرى. يذكر أن هذه الحصيلة التي عاد بها العثماني من الجزائر أعقبها تصريح مسؤول جزائري في اليوم الموالي لهذه الزيارة بأن المغرب سيشارك لأول مرة في لقاء دولي يضم دول الميدان بمنطقة الساحل الإفريقي المقرر تنظيمه بالعاصمة المالية باماكو. وقال الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل، خلال ندوة صحفية عقدة في العاصمة نواكشوط عقب انتهاء اجتماع دول الميدان إن « اللقاء مفتوح» لشركائنا من خارج الإقليم، ولا مشكلة ولا عقدة لدينا في الاجتماع مع كل من هو مستعد للمساهمة في مواجهة الإرهاب».