بدأ معتقلون ينتمون إلى ما يعرف بسجناء السلفية الجهادية في سجن سلا 2، أول أمس الاثنين، إضرابا مفتوحا عن الطعام، احتجاجا، حسب رسالة لهم، على تعرضهم ل«ممارسات وحشية» و«أساليب لا إنسانية» داخل السجن. وحسب رسالة المعتقلين المعتصمين، والتي تمت عنونتها ب«شهادات مؤلمة من داخل غوانتانامو المغرب»، فقد اتهم المعتقلون السلفيون موظفي السجن ب»تعريضهم للتعذيب النفسي والجسدي»، من خلال قيام الموظفين، حسبهم، ب«سب الذات الإلهية والاستهزاء بسنة النبي، صلى الله عليه وسلم، والمنع من إقامة الشعائر الدينية».. وذهب المعتقلون السلفيون، في رسالتهم، إلى أبعد من ذلك، إذ قالوا إن بعضهم تعرضوا «للاغتصاب ومحاولات الاغتصاب»، فضلا على «التعليق من الأرجل، مع الضرب المبرح وتعصيب الأعين وتكبيل الأيدي». وأضافت رسالة المعتقلين أنهم أكرِهوا على «توقيع محاضر وأوراق ونحن معصوبي الأعين، وقد تكون ملفات مستقبلية»، مردفة أنه يتم منع السجناء السلفيين «من أبسط الحقوق، كالملابس والنعال والهاتف والفسحة ومن الزيارة لمدة 48 يوما، وبعدها زيارة «مشبكة» ولمدة لا تتجاوز 15 دقيقة في الأسبوع». واحتج معتقلون سجن سلا، الذي شهد قبل أشهر أحداثا دامية بعد مواجهات بين سلفيين وقوات أمن، على «منعهم من الإضراب عن الطعام والإقدام عليه جريمة صاحبها معرض لشتى أنواع التعذيب» مضيفين أنهم يشتكون «إهمال أصحاب الأمراض المزمنة، كالسكري والقصور الكلوي والربو والروماتيزم، مع الإشارة إلى عدم وجود طبيب في المؤسسة، ناهيك عن أصحاب العاهات المستديمة والأمراض العقلية، نتيجة التعذيب اليومي والرعب النفسي وقيام بعض السجناء بشنق أنفسهم -تم إنقاذهم في آخر لحظة- احتجاجا على الممارسات البشعة». كما اتهم المعتقلون مسؤولي السجن بنهج ما اعتبروه سياسة تعذيب ممنهجة ضدهم. وقد تزامن إخراج هذه الرسالة مع توجيه المعتقل السلفي في سجن سلا 2، بوشتى الشارف، رسالة إلى وزير العدل والحريات، قال فيها: «يؤسفني أن أحيطكم علما أنني أخوض إضرابا مفتوحا منذ بداية 06/01/2012 لأسباب عدة، منها الظروف المزرية التي أعيشها داخل السجن وحالة التشرد والضياع التي تعيشها أسرتي بسبب الظلم الذي مورس علي طيلة مدة اعتقالي، حيث أخذت أموالي، المقدرة ب15 مليون سنتيم، وأمتعتي، المقدرة قيمتها ب2 مليون سنتيم في سوريا». وأكد الشارف، في رسالته، التي ذيّلها بقوله إن إدارة السجن رفضت تسلمها منه وتسليمها لوزير العدل والحريات، أنه «تعرض للتعذيب في معتقل تمارة السري بطريقة وحشية»، كما أضاف أن ذلك «خلّف ثلاث عاهات في جسدي، وبعد ذلك، حوكمت ب8 سنوات ظلما وعدوانا، ناهيك عن معاقبتي داخل السجن 6 أشهر دون أن يصدر مني أي فعل مخالف للقانون، وعليه لا أجد وسيلة أرفع بها هذا الحيف عني إلا بالإضراب عن الطعام». وقد اتصلت «المساء» هاتفيا بحفيظ بنهاشم، المندوب العام لإدارة السجون، لمعرفة وجهة نظره في الموضوع، لكن هاتفه ظل مغلقا، علما أن المندوبية العامة لإدارة السجون ظلت تنفي، مرارا، حدوث تجاوزات في السجون وتؤكد بطلان ما تعتبره ادعاءات من طرف سجناء.