تمكن المحققون من فك لغز وفاة الضابط في إدارة مراقبة التراب الوطني في مراكش وزوجته الحامل (19 سنة)، يوم الجمعة ما قبل الماضي، وذلك بالوقوف على المادة التي كانت بمثابة «السم» الذي أنهى حياة الضابط زوجته. فقد قادت التحقيقات إلى تسبب مرهم جلدي، اقتناه الضابط سفيان، الذي لا يتجاوز عمره 23 سنة، من بعض المهاجرين الأفارقة القادمين من جنوب الصحراء، والذين أصبحوا يحتلون مناطق عديدة في مراكش. لغز معقد استطاع المحققون في هذا الملف، الذي دوّى صداه في أرجاء المدينة الحمراء، أن يضعوا حدا لغموضه وللتأويلات، إذ تمكّنت تحليلات المختبر الجنائي من اكتشاف مرهم كان يغطي طرفا من وجه الضحيتين، وتحديدا في منطقة الأنف، مما يعني أن ضابط «الديستي» وزوجته استعملا هذا المرهم من أجل العلاج من نزلة البرد التي ألمّت بهما. وقد انتقل المحققون بعد الوصول إلى «الخيط»، الذي سيقود لا محال إلى الحقيقة، التي يتطلع الجميع إلى معرفتها، إلى معرفة طبيعة هذا المرهم، الذي لم يترك مجالا لإنقاذ الضحيتين، لكن الحقيقة التي سيتوصل لها العناصر المكلفين بالتحليل داخل المختبر الجنائي ستكون «صادمة»، خصوصا أن هذا المرهم، الذي يحتوي على مادة سامة فتاكة، لا يخضع لمراقبة السلطات ووزارة الصحة وأنه متاح للجميع وبأثمان زهيدة، إذ إنه معروض في شوارع المدينة «واللّي ما شرا يتسمم».. بعد إخضاع المرهم (بوماضة) للتحليل، ثبت أن بعض مكوناته السامة هي التي كانت سببا في انتفاخ رئة الضابط «سفيان» وزوجته، مما أدى إلى وفاتهما في الحين.. وقد جعلت هذه الحقيقة الخطيرة المصالحَ الأمنية تحس بخطورة الوضع، خصوصا أن المرهم السام في متناول جميع الجميع ويحظى بإقبال وإعجاب العديد من المواطنين، مما جعلها تطلق حملة واسعة على باعة هذا النوع من المراهم العشوائية، بعد أن انطلقت التحقيقات حول الشخص الذي باع ضابط «الديستي» هذه «الوصفة» السامة. وعلمت «المساء»، من مصادر مطلعة، أن المصالح الأمنية شرعت في البحث عن مهاجرين أفارقة، اكتسحوا تجزئة «السعادة»، وأصبحت عدد من الشقق تؤوي العشرات منهم، من أجل التحقيق مع بعضهم، في محاولة للتّوصل إلى الشخص الذي اقتنى منه الضابط هذا المرهم. وكانت المصالح الأمنية في مدينة مراكش قد عثرت، مساء الجمعة ما قبل الماضي، على ضابط من جهاز مديرية إدارة مراقبة التراب الوطني ميتا، رفقة زوجته في بيتهما في تجزئة الحسن الثاني في منطقة «صوكوما» في ظروف غامضة. وقد رجحت العديد من المصادر، في بداية الأمر، فرضية أن يكون عنصر جهاز مخابرات «الديستي» لقي حتفه رفقة زوجته بعد تناولهما «بيتزا» يُعتقد أنها السبب في موتهما، غير أن هذه الفرضية زالت بعد ظهور نتائج التشريح الطبي، لتتم إعادة تحليل المعطيات، بعد أمر من الوكيل العام للملك في محكمة الاستئناف في مراكش، وينطلق مسلسل التحقيقات والتحليلات، التي قادت، في آخر المطاف، إلى أن المرهم هو السبب في لفظ الضابط وزوجته الحامل أنفاسهما.