أخيرا دقت ساعة الحقيقة، وستعيش القارة السمراء على وقع حدث كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم التي ستحتضنها غينيا الاستوائية والغابون. على امتداد أسابيع ظلت التكهنات تنهمر كالشلالات، لكن لعبة الترشيحات انتهت، و كلمة الحسم الآن هي لما سيبذله اللاعبون من جهد وعرق، وللقراءة التقنية والتكتيكية التي سيقدمها المدربون للمباريات. المنتخب المغربي وبعد غياب عن دورة أنغولا 2010، سيشارك في دورة غينيا الاستوائية والغابون، وآمال كبيرة تلفه لإعادة الكرة المغربية إلى الواجهة والظفر باللقب القاري، لكن المهمة لن تكون سهلة خصوصا أن لكأس إفريقيا طقوسه الخاصة، وظروفه الصعبة التي يدور وسطها. غيريتس قبل السفر إلى الغابون، بدا متفائلا بإمكانية الظفر باللقب، وتحدث تحت «ثلوج» ماربيا، وقال إنه يراهن على إحراز الكأس، وحتى لما حطت الطائرة الخاصة التي تنقل المنتخب الوطني، ونزل اللاعبون و»حرارة» ليبروفيل تلفحهم، عاود غيريتس التأكيد على رغبته في الظفر باللقب القاري. من الجيد أن يكون غيريتس متفائلا، وأن يكون سقف مطالبه كبيرا، لكن غيريتس الذي جاء إلى المغرب من أجل إحراز اللقب، وينال مقابل ذلك الكثير من المال، الذي لا يمكن تبريره إلا بلقب إفريقي، سيكون عليه أن يستغل جيدا بعض النقاط الإيجابية، مثلما سيكون عليه التغلب على النقاط السلبية. ولنبدأ بالإيجابيات. هناك جيل جديد في المنتخب الوطني، بلاعبين سيخوضون منافسات كأس إفريقيا للمرة الأولى في تاريخهم، كبلهندة وبنعطية والكوثري والسعيدي وامرابط وكارسيلا والعربي، وغيرهم... وهو عامل إيجابي، لأن الكرة المغربية كانت تحقق إنجازاتها دائما مع وجوه جديدة، فمنتخب 2004 الذي بلغ النهائي أمام تونس كان في معظمه مشكلا من أسماء جديدة، كانت ترغب في إثبات ذاتها، ونجح المدرب بادو الزاكي أنذاك في إحداث لحمة بينها، وقيادتها في الاتجاه الصحيح. إضافة إلى الأسماء الجديدة هناك بعض عناصر الخبرة الذين سبق لهم المشاركة في نهائيات سابقة كخرجة والشماخ والعليوي وحجي وبصير والقادوري. في مشاركاته الأخيرة في الكؤوس الإفريقية، كان المنتخب الوطني يعاني دائما من عدم توفره على حارس يبعث الطمأنينة في النفوس. اليوم هناك حارس جيد، هو نادر لمياغري، الذي يمضي في خط تصاعدي، علما أن بديليه محمد أمسيف وعصام بادة يتوفران بدورهما على مستوى جيد. تشهد الكأس الإفريقية غياب كبار إفريقيا كمصر المتوجة بآخر ثلاث ألقاب، ونيجيريا والكامرون وجنوب إفريقيا، وهي المنتخبات التي اعتادت التنافس على اللقب، وهو عامل إيجابي، على المنتخب الوطني استغلاله حتى يكون في الموعد. أما السلبيات التي سيكون على غيريتس التغلب عليها، فهي أن عددا من لاعبي المنتخب الوطني يفتقدون للتنافسية، بسبب عدم مشاركتهم في مباريات فرقهم، كمروان الشماخ وعبد الحميد الكوثري وأحمد القنطاري وجمال العليوي وبدر القادوري، وهو ما يفرض تعاملا خاصا مع هذا الوضع، إضافة إلى وجود إصابات لبعض اللاعبين البارزين كأسامة السعيدي، فضلا عن افتقاد المنتخب الوطني لظهيرين أيمن وأيسر من عيار ثقيل، يمكنهما منح الإضافة ل»الأسود». في النهاية، بين يدي غيريتس كل المفاتيح للظفر باللقب أو للخروج خاوي الوفاض، وهو ما لانتمناه بطبيعة الحال.