ما هي مضاعفات ارتفاع الضغط الدموي عند المرأة الحامل؟ -يكتسي هذا الموضوع أهمية كبرى، لأنه يهمّ 10 إلى 15 في المائة من النساء الحوامل، ولمضاعفاته الخطيرة، التي قد تصل إلى وفاة الأم أو الجنين، ولأنه يمثل تجسيدا لإمكانية الوقاية من مضاعفات خطيرة بإمكانيات بسيطة للغاية (فحص الضغط الدموي والبحث عن زلال البول) وفي متناول جميع مهنيي الصحة. كم عدد حالات ارتفاع الضغط الدموي عند الحامل؟ - يجد الطبيب المعالج نفسه أمام حالتين: الحالة الأولى: تهمّ ارتفاع الضغط الدموي السابق أو المصاحب للحمل، ونذكر هنا أننا نتكلم عن ارتفاع الضغط الدموي حين يصل أو يتعدى 9/14 مرتين، مع فارق زمني لا يقل عن 6 ساعات، وهي حالات، وإن كانت أقل ضررا، فإنها تستوجب المراقبة والتتبع والعلاج، حتى لا تظهر المضاعفات، مثل تورم الرئتين، نزيف في الدماغ أو ظهور انفصال مبكر للمشيمة. بالنسبة إلى الحالة الثانية، وهو ما يعرف بتسمم الحمل، حيث ينضاف إلى ارتفاع الضغط الدموي، وظهور زلال في البول بتركيز يتعدى 300 مليغرام في اليوم ويهم 3 في المائة من النساء الحوامل، فإنها تحظى باهتمام كبير من طرف الأطباء، لأنها أكثر خطورة على الأم وعلى الجنين. تجدر الإشارة كذلك إلى أن التورم الذي يهم الوجه واليدين قد يزكي التشخيص، لكنه ليس ضروريا، كما أن تواجده في غياب الأعراض الأخرى لا يشكل خطرا مباشرا، بل يجب مراقبته فقط. ما هي المضاعفات التي يمكن أن تصيب الأم؟ - يمكن أن تصاب الأم بتسمم الحمل الخطير، ومن أعراضه ارتفاع ضغط الدم، الذي يتعدى 11/16، وارتفاع كمية الزلال في البول، حيث يتعدى 5 غرامات في 24 ساعة، أو نقصان في كمية البول (أقل 500 في 24 ساعة) أو زيادة في تركيز «135 pmol/l.» أو ظهور أعراض في العين (ظهور أنوار فجأة أمام العين) مع صداع في الرأس وظهور آلام في أعلى البطن أو مضاعفات تورم الرئتين. كما هناك تشنج الحمل، ويظهر عند 1 على 50 من حالات تسمم الحمل. وقد تنقص هذه الحالات مع التشخيص والعلاج المبكر وتبدأ الحالة باهتزازات في الجسم، تعقبها تشنجات وتنتهي بالإغماء وبفقدان الوعي. وقد تتكرر التشنجات عدة مرات، وهي من المضاعفات الخطيرة التي قد تؤدي إلى ضعف القلب أو نزيف الدماغ، مما قد يؤدي إلى الوفاة إذا لم تعالج بسرعة. ويحدث هذا التشنج في 30 في المائة من الحالات بعد الولادة، مما يدل على ضرورة استمرار مراقبة هؤلاء النساء حتى بعد الولادة. «متلازمة هلب» (Help Syndrome) وتحدث في 10 في المائة من حالات تسمم الحمل، وتتلخص في هبوط نسبة الصفائح ونسبة الكريات الحمراء وظهور أعراض تعلن تدهور الكبد، وهي حالة في غاية الخطورة، ويضطر معها الطبيب إلى إنهاء الحمل فورا، أيا كان عمر الجنين، لأنه قد يؤدي إلى موت الأم بنسبة 2 إلى 10 في المائة، وإلى موت الجنين (10 إلى 50 في المائة). وقد تظهر هاته الحالة بدون ارتفاع الضغط الدموي، وآنذاك لا تحس المرأة إلا بآلام في الجانب العلوي من البطن، ولهذا يجب البحث عن هذه المتلازمة أمام كل آلام وسط البطن أو الجانب الأيمن عند المرأة الحامل. وماذا عن الجنين؟ - قد يظهر انفصال مبكر للمشيمة عن مكان التصاقها في الرحم، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة للأم والجنين. أما في ما يخص الجنين فإن وجود جلطات في المشيمة يؤدي إلى نقص شديد في تغذية الجنين وفي الأكسجين اللازم، وهذا يؤدي إلى نقص في الوزن (بين 7 إلى 10 في المائة من الحالات) ونشير كذلك إلى وفيات الجنين داخل الرحم، التي تهمّ 2 إلى 5 في المائة من الحالات، منها ما هو ناتج عن نقص الوزن ومنها ما يحدث فجأة، وقد يكون ينتج عن ارتفاع الضغط الحاد المفاجئ.