يؤكد عبد اللطيف كسمي، أخصائي أمراض النساء والولادة، أن الكثير من الناس يجهلون الحمل العنقودي ويتعاملون بكثير من الاستخفاف مع توجيهات الطبيب في ما يخُص مراقبته وتشخيص مضاعفاته، التي من الممكن أن تؤدي إلى ظهور سرطان المشيمة وإلى الموت المحقق. 1 - ما المقصود بالحمل العنقودي؟ هو خلل في تكوين المشيمة يحدث مباشرة بعد تلقيح البويضة بالحيوان المنوي وينتج عنه، أساسا، تزايد في خلايا تروفوبلاست المشيمة ويتسبب هذا في إنتاج هرمون الحمل بكمية كبيرة، والذي يفسر الأعراض التي تظهر في هذه الحالة. 2 - ما هي أسباب ذلك؟ ليست لهذا الحمل غير العادي أسباب معلومة حاليا، إنما الواضح أنه يتواجد بكثرة في دول آسيا وفي بعض الدول الإفريقية بنسبة قد تصل إلى 1 من كل 82 حملا. كما تبيّنَ أن له علاقة مع عمر المرأة (يتزايد قبل العشرين وبعد الأربعين) ومع ضعف الإمكانيات المادية. 3 - هل هناك أنواع للحمل العنقودي؟ هناك نوعان: النوع الأول هو الحمل العنقودي الكامل، ويحدث هذا النوع عندما يلقح حيوانان منويان بويضة فارغة، فتنتج عن ذلك بويضة ملقحة تحمل 46 كروموزوما من الأب (عوض 23 من الأب ومثل هذا العدد من الأم) وبسبب هدا الخلل، تتكون مشيمة دون جنين، وهذا النوع هو الأخطر، حيث تظهر حالات سرطانية في ما بين 10 إلى 20 في المائة من الحالات. والنوع الثاني: هو الحمل العنقودي الجزئي، ويحدث هذا عندما تتلقح البويضة الطبيعية بحيوانين منويين، فتنتج عن ذلك بويضة تحمل 69 كروموزوما، وعندها يتكون جنين ومشيمة مشوهان. وبسبب هذا التشوه، لا يتمكن الجنين من الحياة أو يموت في بداية الحمل. أما المشيمة فتستمر في النمو. وهنا تصل نسبة الأورام المشيمية إلى 0.5 في المائة. 4 - ما هي الأعراض؟ هو حمل لكنه ليس عاديا. فطبعا يكون هناك تأخر الدورة الشهرية وغثيان وقيء أكثر من الطبيعي في أغلب الحالات (وذلك راجع إلى الزيادة في إفرازات هرمون الحمل «HCG»)، ويكون هناك نزيف مهبلي متقطع قد يكون مصاحَباً، أحيانا، بنسيج يشبه حبات العنب. عند الفحص السريري غالبا ما يكون حجم الرحم أكبر من المنتظَر، وعند الفحص بالصدى، تظهر المشيمة على شكل مميز يسمى العاصفة الثلجية. وكما هو منتظَر، فإنه لا يمكن رؤية الجنين إلا في الحمل العنقودي الجزئي، وفي غالب الأحيان، يكون غير طبيعي، كما يمكن ملاحظة وجود أكياس مبيضة في بعض الحالات. عند الفحص المخبري، يكون مستوى هرمون الحمل أكثر من المُتوقَّع بالنسبة إلى عمر الحمل. تبقى الإشارة، كذلك، إلى أنه في بعض الحالات تصاب المرأة بمقدمة تسمم الحمل قبل الأسبوع العشرين أو بأعراض فرط إفراز الغدة \ الدرقية. 5 - ما هو العلاج؟ يجب تفريغ الرحم عن طريق المص والاستنشاق، وينصح بالاستعانة بالفحص بالصدى، للتأكد من كمال العملية. في حالة ما إذا كان حجم الرحم كبيرا، يجب أخد بعض الاحتياطات الإضافية (توقع إمكانية نقل الدم وإمكانية الجراحة). ويلجأ الطبيب، أحيانا، إلى استئصال الرحم، عندما تكون المريضة متقدمة في العمر ولا ترغب في الإنجاب من جديد. 6 - ما هي المضاعفات؟ يجب إعادة الفحص بالصدى بعد 15 يوما، للتأكد من عدم وجود بقايا داخل الرحم. وفي هذه الحالة، تتم إعادة عملية الإفراغ مرة واحدة فقط. يجب تتبع حالة المريض بالتحليل الهرموني مرة في الأسبوع، حتى يصل التركيز إلى درجة الصفر. ثم بعد ذلك، يكون شهريا، لمدة 16 إلى 12 شهرا، حسب الحالات. وقد يحدث، في بعض الأحيان، أن يرتفع مستوى الهرمون بعد انخفاضه، ويعني هذا أن بقايا الحمل العنقودي التي تُرِكت في الرحم عادت للنمو وتكاثرت، مسببة ارتفاع الهرمون أو أن بعض الخلايا تكاثرت بشكل خبيث قبل عملية التنظيف وغزت الأنسجة المجاورة تسمى هده الحالات أورام المشيمة، وهذه الأورام تنتشر في الجسم وتصيب الرئتين (80) المهبل (30) المخ (20) والكبد (10). وتتطلب هذه الحالات التتبع من طرف المختصين لتشخيصها بدقة ولوصف العلاج الكيميائي المناسب ولتتبع استجابة الجسم لهذا العلاج، لمدة سنة بعد سلبية التحليل الهرموني. وإذا تم هذا، فإن نسبة الشفاء التام قد تصل، في أحسن الظروف، إلى 100 في المائة من الحالات 7 - هل يمكن تكرار الحمل العنقودي؟ عادة ما يسمح بالحمل بعد 12 إلى 18 شهرا من سلبية التحليل المخبري (HCG). أما نسبة التكرار فهي حوالي حالة واحدة في كل 74، ولذلك يجب على الطبيب المعالج إجراء فحص بالأشعة الصوتية للسيدة الحامل مند البداية، للتأكد من سلامة الحمل. وينصح الأطباء، كذلك، بإجراء فحص هرموني بعد 3 أشهر، للتأكد من عدم تطور المرض من جديد. في الختام، وجب التأكيد أن هذا الإجهاض التلقائي من نوع خاص يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتمَّ تشخيصه وعلاجه وتتبعه في أقرب الأوقات وفي أحسن الظروف.