كشف محمد مكيل، رئيس قسم الإنعاش بمستشفى الولادة التابع للمركز الصحي ابن رشد بالبيضاء، عن تراجع عدد الارتعاجات بين الحوامل بالمغرب سنة 2010، بفضل توفير دواء جديد، يحد من خطورته على الحامل وجنينها. واعتبر مكيل في توضيح ل"المغربية" أن تتبع الحمل وتناول الدواء بالنسبة للحوامل في بداية الإصابة بارتفاع الضغط قبل مضاعفة وضعهن الصحي، والوصول لمرحلة ما قبل الارتعاج، من العوامل التي ساهمت في تراجع عدد الوفيات بين الحوامل. ويرتبط الارتعاج عند الحامل بالإصابة بارتفاع الضغط، إذ تعاني المصابة تشنجات عضلية وعصبية وفشل في بعض الأعضاء، وشبه مكيل أعراض الارتعاج عند الحامل بأعراض الإصابة بالصرع، ومنها تخبط باليدين والرجلين، وفقدان المصابة وعيها. ويرى الاختصاصي أن وصول الحامل لهذه الوضعية الصحية يهدد حياتها وحياة جنينها، ولا يوجد علاج لمثل هذه المضاعفات الصحية، يضيف الاختصاصي، سوى توقيف الحمل، وإنقاذ المريضة من مرحلة الخطورة. وكشفت عدد من النساء بمستشفى الولادة التابع للمركز الصحي الجامعي ابن رشد، في تصريحاتهن ل"المغربية" عن جهلهن للارتعاج وأعراضه، فيما ذكرت إحدى النزيلات بالمستشفى نفسه أنها كانت ضحية الإصابة بالمرض، غير أنها لم تتذكر أي شيء عن الأعراض التي عانتها، والتي كان زوجها يحكي عنها، لأنها كانت فاقدة وعيها، وجرى نقلها من بني ملال من طرف زوجها وقريب لها إلى الدارالبيضاء، حيث ظلت تحت المراقبة الطبية مدة أسبوع، قبل أن تضع مولودها بشكل طبيعي. وقدرت منظمة الصحة العالمية بأن أكثر من 63 ألف حامل معرضة للوفاة سنويا جراء الإصابة بالارتعاج ومقدماته، ويصاب بأعراض مقدمات الارتعاج أو ما قبل الارتعاج حوالي 10 في المائة من الحوامل، بينهن واحدة من كل 200 معرضة لتحول المرحلة إلى الارتعاج وتشنجاته، ويمثل الارتعاج 1 في المائة من الحالات، التي يستقبلها قسم الإنعاش بالمركز الصحي الجامعي ابن رشد كل سنة. وتشير بعض الدراسات العلمية إلى أن الإصابة بما قبل الارتعاج، تبدأ بعد الأسبوع الثاني والثلاثين للحمل (بداية الشهر الثامن)، وإن كانت بعض الحالات المبكرة تبدأ مع الأسبوع العشرين، وهي الأخطر. وتنتهي الأعراض بانتهاء الحمل نفسه، ويمكن أن تمتد الأعراض إلى ستة أسابيع بعد انتهاء الحمل، ولذا يجب متابعة المريضة بدقة حتى انتهاء فترة الخطورة. ومن الأعراض الأساسية للإصابة بما قبل الارتعاج هي ارتفاع ضغط الدم ووجود كمية من الألبيمين في التحاليل البولية، إضافة إلى تورم أجزاء مختلفة من الجسم، خاصة الرجلين واليدين، وأحيانا الوجه. وفي حالة التحول إلى مرحلة الارتعاج، فإن التشنجات العضلية يمكن أن يصاحبها فقدان للوعي، كما يمكن أن يتطور الأمر ليصل إلى الفشل الوظيفي لأعضاء مهمة كالكلي والكبد والقلب، والرئتين ما يؤدي أحيانا إلى وفاة المريضة. ويشير الاختصاصيون إلى عدم وجود حمية خاصة بالحوامل المهددات بارتفاع الضغط خلال فترة الحمل، فيما ينصحون بضرورة المواظبة على قياس الضغط، وزيارة الطبيب، والنوم على الجانب الأيسر، إضافة إلى الابتعاد عن التدخين والكحول، خلال فترة الحمل.