دعا وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، أول أمس الثلاثاء، المستثمرين الإسبان إلى اغتنام الفرص الهائلة التي يتيحها مخطط «المغرب الأخضر» والمؤهلات التنموية الشاملة للسوق الوطنية والدولية الخاصة بقطاع الفلاحة المغربية. وقد قدم أخنوش المحاور الكبرى لمشروع « المغرب الأخضر» أمام مجموعة من خبراء الفلاحة الإسبان من بينهم مسؤولين عن مناطق مستقلة بإسبانيا، ومستثمرين في القطاع الفلاحي، وذلك بحضور وزيرة البيئة والعالم القروي والبحري الإسبانية إلينا إسبنوزا. وسلط الوزير الضوء على أهمية قطاع الفلاحة في الاقتصاد المغربي والرهانات التنموية لهذا القطاع على المستوى الاقتصادي و الاجتماعي، وذكر أن الفلاحة تمثل19 في المائة من الناتج الداخلي الخام الوطني، وتوفر مناصب شغل لحوالي أربعة ملايين شخص. كما أوضح أخنوش أن القطاع الفلاحي يواجه تحديان هامان، يتمثل الأول في تفتيت الملكيات الزراعية، بحيث أن نسبة 70 في المائة من مالكي الأراضي لا يتوفرون سوى على مساحة أقل من1 .2 هكتار، ويتمثل التحدي الثاني في ضعف المردود إذ إن 75 في المائة من المساحة الفلاحية المستغلة تخصص لزراعة الحبوب بحجم يتراوح ما بين10 و 15 في المائة فقط من الميزان التجاري الفلاحي الذي يعاني من العجز. وفي نفس السياق، أبرز أخنوش أن هذين التحديين المشار إليهما دفعا الدولة المغربية إلى وضع استراتيجية إرادية تهدف إلى تنمية فلاحية جيدة تتوافق مع قوانين السوق بفضل استثمارات خاصة منظمة مرتبطة بنماذج جديدة للتجميع بهدف تجاوز إشكالية تفتيت الملكيات، وتشجيع مشاريع اجتماعية في الوسط القروي لدعم صغار الفلاحين للانضام لهذه المسيرة وتحسين مستوى عيشهم وقد أكد الوزير بأن المستثمرين الأجانب خاصة الإسبان يمكن أن يستفيدوا من الأراضي الفلاحية التي تعتزم الدولة المغربية وضعها تحت تصرف القطاع الخاص لإقامة مشاريع فعالة موجهة على الخصوص للتصدير، من دون التخلي عن السوق الداخلي الذي يتشكل من30 مليون مستهلك والذي ينمو بوتيرة سريعة. و من جانب آخر وقع، عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري ووزيرة البيئة والوسطين القروي والبحري الإسباني إلينا اسبينوزا، أول الثلاثاء بمدريد، على مذكرة تفاهم تروم تعزيز التعاون والمساعدة المشتركة بين البلدين في مجال تربية المواشي. ويلتزم البلدان، بموجب هذه المذكرة، بتطوير المشاريع ذات الصلة بتحديث استغلاليات تربية المواشي وتحسين المنتوجات ذات الأصل الحيواني، وكذا الصحة الحيوانية وجودة أعلاف الماشية. كما قرر الجانبان وضع آليات للتعاون في مجال البحث العلمي وتبادل الخبرات والمعلومات في ميدان التكنولوجيات التطبيقية الحديثة المستخدمة في مجال الإنتاج الحيواني ومحاربة الأمراض التي تصيب المواشي. وينص الاتفاق على وضع برامج خاصة باليقظة الوبائية مما قد يصيب صحة القطيع، والتشخيص عن طريق المختبرات، وإعداد استراتيجة مشتركة في مجال محاربة الأمراض التي تصيب الماشية. وتتضمن الاتفاقية أيضا محاور تهم تسهيل تبادل المنتوجات المتعلقة بتربية المواشي عبر اعتماد نماذج خاصة وشواهد صحية وتعزيز المساعدة التقنية في مجال مراقبة استغلاليات تربية المواشي. كما نصت هذه الاتفاقية على تكوين الموارد البشرية وتبادل الأخصائيين في مجال الإنتاج والصحة والأمن الغذائي. وجددت الوزيرة الإسبانية، في ختام التوقيع على مذكرة التفاهم هذه، التذكير بعزم وزارتها على مواصلة وتعزيز «تعاون يعد ممتازا» مع السلطات المختصة في المغرب.