بعد مضي أربع دورات على انطلاق منافسات البطولة الوطنية لكرة القدم وجد فريق الرجاء البيضاوي نفسه في المرتبة الأخيرة بنقطتين وبهدفين الأمر الذي طرح علامات استفهام كبيرة بخصوص الفريق ومدى قدرته على خوض ما تبقى من منافسات البطولة. قبل انطلاق الدوري الوطني كان أمل الرجاويين كبيرا في أن يمضي الفريق في الاتجاه الصحيح وفي أن يعود للتنافس من جديد على الألقاب، غير أن الآمال التي علقها الرجاويون على فريقهم سرعان ما تحولت إلى سراب بعد أن عجز الفريق عن تحقيق نتائج إيجابية ووجد نفسه أسير المرتبة الأخيرة. فما الذي جعل أحلام الرجاويين تتحطم عند صخرة انطلاقة البطولة؟ برأي متتبعين فإن النتائج التي حققها الفريق كانت مفاجئة، لأن الرجاء استعد بشكل جيد لمنافسات البطولة وانتدب لصفوفه مجموعة من اللاعبين لتعزيز تشكيلته. غير أن المتتبعين أنفسهم يرون أنه خارج الاستعدادات التي باشرها الفريق، فإن أمورا أخرى ظلت تشد الفريق إلى الخلف.بينها عدم انسجام المكتب المسير، فقد بدا منذ تشكيله أن هناك تيارات داخله ما يفرقها أكثر مما يجمعها، لذلك نشبت مجموعة من الخلافات بين الأعضاء. وبدا واضحا أن مخلفات الجمع العام الذي عقده الفريق نهاية الموسم الماضي لازالت رواسبها تؤثر على الفريق، إذ ظلت مجموعة من القضايا عالقة وبينها ما بات يعرف بملف السملالي وبلعوباد، إذ لم يحسم فيه الفريق بشكل نهائي، ولم تقدم خلاصات تقرير لجنة التقصي للمنخرطين مثلما تم الاتفاق عليه في الجمع العام، الأمر الذي جعل عددا من المنخرطين يلوحون في كل مرة بورقة لجنة التقصي. عندما كان الفريق يستعد لبطولة الموسم الحالي لم يتردد في تسريح مجموعة من اللاعبين بينهم الحارس خالد فوهامي والمدافع مراد عيني دون أن يكون له بدلاء في حجمهم، فمشكل حراسة المرمى عاد إلى الواجهة مباشرة بعد مباراة الرجاء والجيش الملكي، وما زاد في تعميقه أكثر أن البرتغالي خوصي روماو لم يضع الثقة في حارس بعينه، إذ كلما تعرض الفريق إلى هزيمة فإنه كان يقدم على تغييره، وهو الأمر الذي جعل الحراس وسط دوامة من الشك والخوف أفقدتهم الثقة. كما أن الانتدابات التي قام بها الفريق لم تركز على خط الهجوم، لذلك عجز الفريق عن الوصول إلى الشباك رغم أنه كان يخلق العديد من الفرص. لم تقف مشاكل فريق الرجاء عند هذا الحد فقط، بل إنها امتدت إلى عدم انضباط اللاعبين، مثلما حدث مع المهدي ازوار عندما انتفض في وجه المدرب ومع سعيد عبد الفتاح. ويرى المتتبعون أنفسهم أن الانفصال عن المدرب الفرنسي جان إيف شاي الذي قاد الفريق إلى المركز الثالث الموسم الماضي قد ساهم بدوره في هذا الوضع، وغيب الاستقرار عن الفريق سيما أن إيف شاي حقق المرتبة الثالثة وسط ظروف استثنائية وكان بمقدوره لو استمر أن يمنح للفريق دفعة إيجابية سيما أنه بات يعرف اللاعبين عن قرب. وغير هذه المؤشرات فإن عددا من المنخرطين ينتقدون التسيير الانفرادي للفريق ويستدلون على ذلك بإلغاء الرئيس بمكالمة هاتفية من كندا لاجتماع كان من المفترض أن يعقده المكتب المسير مع خوصي روماو بعد الهزيمة أمام الجيش. المسيوي: التسيير الانفرادي والأنانية من أسباب أزمة الرجاء قال عبد العزيز المسيوي المسير السابق والمنخرط حاليا بفريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم، إن النتائج التي حققها الفريق في الأربع دورات الأولى من عمر البطولة لم تفاجئه. وقال المسيوي ل«المساء» إن التسيير داخل الرجاء يتم بشكل انفرداي وبأنانية في اتخاذ القرارات، كما لو أنه يتم تسيير «حانوت» وليس فريق كبير له تاريخه وامتداداته العريضة وسط الجمهور المغربي. وسجل لمسيوي غياب قنوات للتواصل مع المنخرطين مشيرا إلى أن المحطة الوحيدة للمنخرطين ليعبروا عن آرائهم هي محطة الجمع العام، واعتبر هذه المحطة بأنها غير كافية بما أن الفريق يشهد مجموعة من المتغيرات. وقال لمسيوي إن للتسيير مقاييسه، وأن غلام من الممكن أن يكون جيدا على مستوى ضبط الحسابات ومالية الفريق، لكن تدبير شؤون الفريق مختلف ويحتاج إلى استشارات وإلى إشراك المكتب المسير في اتخاذ القرار. وأعطى المثال على ما وصفه ب«العقلية الانفرادية في تسيير الفريق» بما حدث عقب مباراة الجيش عندما تم إلغاء اجتماع كان المكتب المسير قد قرر عقده. ودعا المسيوي أبناء الرجاء إلى أن يتسلموا شؤون فريقهم وإلى التفكير بعمق في المرحلة المقبلة.