تخوض النقابيات العاملات بمعمل (نوفري بيل) لتلفيف الخضر، المنضويات تحت لواء نقابة الاتحاد المغربي للشغل بآيت ملول، منذ الأسبوع الفارط، اعتصاما مفتوحا أمام مقر الشركة، احتجاجا على تجاهل الإدارة لملفهن المطلبي. وأفادت النقابيات المطرودات ل«المساء»، أن «الإدارة لم تعر أي اهتمام لمطالبنا المشروعة، ولم تبادر إلى فتح باب الحوار رغم تنظيمنا مؤخرا وقفتين احتجاجيتين متتاليتين، الأمر الذي حذا بالعاملات إلى خوض اعتصام مفتوح إلى حين الاستجابة لمطالبنا المكفولة بقوة القانون». وفي سياق متصل، استنكرت العاملات المعتصمات، نهج إدارة المعمل أساليب بدائية، من خلال تسخير بعض البلطجية للقيام بأعمال تهديد في حق المعتصمات، «ذلك أننا فوجئنا، مساء الأحد الماضي، بهجوم مفاجئ داخل خيمة المعتصم، الأمر الذي أثار فزعا ورعبا وسط المعتصمات»، تقول المعتصمات، اللائي أكدن في هذا الصدد أن كل أساليب الإدارة ستفشل أمام صمود المعتصمات، اللواتي قررن خوض شتى أنواع النضال السلمي بما فيها خوض معركة الأمعاء الخاوية. واستغربت المصادر ذاتها عدم تقديم عناصر الشرطة أي حماية للمعتصمات وعدم فتح تحقيق ميداني في موضوع الاعتداء، رغم تقديم بلاغ في موضوع الاعتداء. وذكرت العاملات أن أصل النزاع بين العاملات والإدارة، انطلقت شرارته الأولى مباشرة بعد تأسيس المكتب المحلي، أواسط السنة الماضية، حيث باشرت الإدارة مجموعة من الإجراءات الاستفزازية ضد المنخرطات في النقابة بهدف ثنيهن عن ممارسة العمل النقابي والدفاع عن حقوقهن المشروعة، ذلك أن رد الإدارة كان معاكسا بعد خلق هذا الإطار النقابي الجديد، «الذي نسعى من ورائه إلى الدفاع عن عاملات الشركة، اللواتي لازلن يعانين من استغلال بشع دون مراعاة لحقوقهن وتمكينهن من أبسط مقومات العمل في تناقض صارخ ومدونة الشغل الجديدة. يشار إلى أنه سبق أن تم عقد اجتماع مع مسؤولي الشركة بمقر مندوبية الشغل بأكادير، تم خلاله توقيع محضر اجتماع، تتوفر «المساء» على نسخة منه، التزمت من خلاله الإدارة بتوفير مجموعة من مقتضيات وشروط العمل القانونية، من ضمنها الالتزام بالحد الأدنى للأجور، وتمكين الأجراء والأجيرات من حق الأقدمية، وكذا التزام الشركة بتمكين العمال والعاملات من بيانات الأيام المصرح بها لدى إدراة صندوق الضمان الاجتماعي، وتمكين العمال من بطائق الشغل وباقي الوثائق الأخرى الخاصة بالأجراء والأجيرات، ثم التعويض عن الأعياد والمناسبات الدينية والوطنية، غير أنه وبعد مرور نصف السنة لازالت الإدارة تتنصل من التزاماتها السابقة، لتبقى بذلك مطالب الشغيلة حبرا على ورق، تقول المتحدثات. وكانت «المساء» قد انتقلت إلى مقر الشركة لأخذ وجهة الإدارة في الموضوع، غير أن مسؤول الشركة لم يعمل على إيفادنا بوجهة نطره لأسباب ظلت غامضة مكتفيا بتحديد موعد لاحق.