بعد إشعارها بأن عملية سرقة استهدفت خروفين نفذها أشخاص كانوا على متن سيارة خفيفة، وبأن هذه الأخيرة انقلبت بدوار تابع للجماعة، وألقي القبض على المعتدين بمساعدة السكان، انتقلت عناصر الدرك الملكي لاولاد سعيد إلى أحد الدواوير بجماعة احد مزورة، وعند وصولها عاينت سيارة من نوع بيجو بارتنير منقلبة وبالقرب منها خروفان أحدهما نافق، كما عاينت جروحا طفيفة في رأس أحد المعتدين، وآثارا للرشق بالحجارة على الواجهة الأمامية للسيارة. استهلت الضابطة بحثها في الموضوع بالاستماع إلى سيدة تعرضت للاعتداء من طرف الموقوفين، حيث أفادت بأنها كانت تتسول بسوق خميس سيدي امحمد بن رحال، وفي طريق عودتها توقفت بالقرب منها سيارة بيجو بارتنير كان على متنها ثلاثة أشخاص أوهموها بأنهم متوجهون إلى مدينة سطات فركبت مع ابنتها الصغيرة في المقعد الخلفي قرب أحد المعتدين، إلا أنها فوجئت بعد ذلك بسائق السيارة يغير الاتجاه نحو احد مزورة، ولما استفسرته عن الأمر أقنعها بأنه بصدد البحث عن أحد الأشخاص، وبعدها توقف في ساحة خلاء واعتدوا عليها جنسيا، أحدهم من فرجها والثاني من دبرها والثالث من فمها وسلبوها مبلغا ماليا قدره 200 درهم وهاتفا نقالا، وتركوها في الطريق مع ابنتها وواصلوا سيرهم. وعند الاستماع إليه صرح صاحب القطيع بأن السيارة توقفت بجانب قطيعه والتحق اثنان من ركابها بالقطيع واستولى على نعجتين وغادرت السيارة المكان، فأشعر صديقه (ع) بذلك وبعد فترة وجيزة علم أن سيارة المعتدين انقلبت في عين المكان. الاستماع إلى المعتدين أفاد أحد المعتدين (ز) بأنه اشترى سيارة بوجو لاستعمالها في نقل الركاب، ويوم الحادث التقى بالمتهمين (ب) و(ك) فاتفقوا جميعا على السفر إلى ناحية خميس سيدي امحمد بن رحال للبحث عن الضحايا وسلبهم ما بحوزتهم، وفي مدخل السوق أثارت الضحية الأولى انتباههم فتوقفوا بجانبها وأذنوا لها بركوب سيارتهم، واعتدوا عليها جنسيا بعد أن توقفوا في ساحة بالقرب من أحد الدواوير بجماعة مزورة، حيث مارسوا عليها الجنس بالتناوب، ولما انتهوا من فعلتهم أهملوها بجانب الطريق رفقة ابنتها وتابعوا سيرهم، ولما شاهدوا قطيعا من المواشي توقفت سيارتهم واستولوا على نعجتين ووضعوهما في الصندوق الخلفي، ولما شاهد سيارة تطاردهم ضغط على دواسة السرعة فالتحقوا بطريق غير معبدة حيث انقل بت السيارة التي غادرها بعد أن أصيب بكدمات، ثم التحق بدوار مجاور بعد أن رشق السيارة المطاردة بالحجارة وهي الرواية التي أكدها باقي المتهمين. اعتداء جنسي عند استنطاق المتهم (ز) ابتدائيا، أفاد بأنه كان يسوق السيارة المتسببة في الحادث إلا أنه يجهل كيف وضعت الخرفان المسروقة على متنها، مضيفا أنه لم يعتد على الضحية جنسيا، وعند استنطاقه تفصيليا صرح بأنه دخل في نزاع مع سائق سيارة أخرى شرع في مطاردته على مستوى جماعة احد مزورة إلى أن انقلبت سيارته في طريق ترابي، مؤكدا نفيه الاعتداء على الضحية وسرقة النعجتين. وعند اسنطاق المتهم الثاني (ك)، ابتدائيا، أنكر المنسوب إليه وأكد رواية صديقه (ز) ونفى اعتداءه على الضحية وسرقة النعجتين. المتهم (ب) أكد أنه يجهل كيف وضعت الخرفان المسروقة في سيارتهم، ونفى اعتداءه على الضحية. الضحايا، من جانبهم، أكدوا أن المتهمين – عند عرضهم عليهم- هم من سرقوا القطيع، واعتدوا جنسيا على الضحية، التي أفادت بأنها كانت تتسول في السوق وقبل صلاة العصر كانت تنتظر وسيلة نقل في سوق خميس سيدي امحمد بن رحال فتوقفت سيارة المتهمين الذين استفسروها عن وجهتها، وأذنوا لها بالركوب ثم اتجهت السيارة نحو مدينة سطات إلا أنها انحرفت نحو احد مزورة بدعوى البحث عن أحد الأشخاص، وكانت الضحية لحظتها تتوسل لهم أن يخلوا سبيلها لكن السيارة تابعت سيرها في مسلك ترابي، وفي مكان خلاء توقفت السيارة وقام الأظناء بالاعتداء عليها جنسيا بالتناوب سرقة نعجتين عند الاستماع إليه، أفاد صاحب القطيع بأنه شاهد المتهمين عندما التحقوا بمواشيه مساء يوم الحادث على متن سيارة من نوع بوجو بارتنير واستولوا على نعجتين وتابعوا سيرهم فتعقبهم مع والده على متن جرار فلاحي لكن دون جدوى، فاتصل بصديقه (ع) وأشعره بالحادث، عندئذ شاهد سكان الدوار وهم يطاردون المعتدين بعد أن التحقت بهم الضحية التي تعرضت للاعتداء الجنسي وأشعرتهم بالحادث، ولما انقلبت سيارة المتهمين التحق بالمكان حيث عاين خروفين من قطيعه قرب السيارة أحدهما نافق. إدانة المتهمين بعد مناقشتها لملف القضية أصدرت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بمدينة سطات حكمها بسجن المتهم الأول (ز) بعشر سنوات سجنا نافذا، بتهمة هتك عرض أنثى بالعنف والسرقة الموصوفة والجرح الخطأ وعدم التحكم ونقل الركاب بدون رخصة وإلحاق خسائر مادية بمال منقول مملوك للغير والاختطاف بواسطة ناقلة ذات محرك. وقضت بعشر سنوات سجنا نافذا في حق المتهم الثاني (ب) بتهمة السرقة الموصوفة وهتك عرض أنثى بالعنف والاختطاف بواسطة ناقلة ذات محرك، وحكمت على المتهم الثالث (ك) بعشر سنوات سجنا نافذا بتهمة السرقة الموصوفة والاختطاف بواسطة ناقلة ذات محرك والاغتصاب، مع تبرئة الجميع من تهمة تكوين عصابة إجرامية.