استقبل قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي بالجديدة، ليلة رأس السنة، عددا من الشبان المصابين في شجارات متفرقة تم استعمال الأسلحة البيضاء في معظمها. ومنهم مجموعة من الشبان دخلوا في عراك بالسكاكين خلف لديهم إصابات غائرة أغلبها في الوجه والرأس، حيث امتلأ الممر المؤدي إلى قاعة الإسعافات الأولية بالقسم بدماء المصابين، كما استقبل قسم المستعجلات شابا في العشرينات من عمره في حالة جد خطيرة بعد إصابته بحجر على مستوى الرأس من طرف أحد الشبان الذي لاذ بالفرار، الشاب دخل في غيبوبة نقل على إثرها إلى غرفة الإنعاش، فيما كانت عناصر من رجال الأمن بزي مدني تستقي المعلومات من شهود عيان للتعرف على هوية الشخص الذي وجه إليه تلك الضربة الخطيرة التي كانت بارزة على المستوى الخلفي من رأسه، وهو ما تيسر لرجال الأمن الذين تعرفوا على هويته وانطلقوا في رحلة بحث لإلقاء القبض عليه. هذا، فيما كانت عناصر أخرى تتابع معطيات شجار دام آخر، فخارج قسم المستعجلات كان شاب آخر أصيب في رأسه بسكين، حسب روايته، يتوسل إلى رجال الأمن كي يتركوه ينصرف لكونه لا يريد أن يتابع الشاب الذي وجه إليه الضربة بواسطة السكين لكن رجال الأمن اقتادوه على متن سيارتهم إلى شرطة المداومة لتحرير محضر بالنازلة. وتوالت في تلك الليلة حالات مماثلة لشباب متعاركين ومصابين إلى حدود الساعات الأولى من أيام السنة الميلادية الجديدة. وفي أغلب الحالات التي وردت على قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس في تلك الليلة يكون الخمر أو المخدرات سبباها الرئيسيان، إذ لازال عدد كبير من الشبان يربطون احتفالات رأس السنة الميلادية ب«القصارة» التي تنتهي بهم في غالب الأحيان إما بالمستشفى وإما بمخافر الشرطة. كما صادف ليلة رأس السنة حدوث أعمال شغب متفرقة قام بها محسوبون على جمهور الفريق الجديدي، إثر انهزام فريقهم بعقر داره أمام فريق حسنية أكادير، وهي المباراة التي تمت برمجتها ابتداء من الساعة السابعة من مساء تلك الليلة، ومباشرة بعد نهايتها اختلط شغب بعض المحسوبين على الجماهير الجديدية بشغب «نشاط» رأس السنة الميلادية ما أعطى لليلة طابعا خاصا بالجديدة.