سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الملك يدشن في مراكش أول محطة لمعالجة المياه في إفريقيا سيتم إيصال المياه إلى 810 هكتارات بمنطقة النخيل وتزويد 19 مجمعا سياحيا للغولف ب 23 مليون متر مكعب من الماء سنويا
دشن الملك محمد السادس المشروع الكبير لإنجاز محطة معالجة وإعادة استعمال المياه العادمة، الذي بلغت كلفته الإجمالية 1,23 مليار درهم، والذي «سيساهم في التطور العمراني، والسياحي لمدينة مراكش، ولاسيما من خلال معالجة جميع المياه العادمة بالمدينة (120 ألف متر مكعب في اليوم)، والقضاء على الروائح الكريهة، وكذا حماية الموارد المائية». ويشمل هذا المشروع، الذي يعد الأول من نوعه وطنيا وإفريقيا، إنجاز محطة لتصفية ومعالجة المياه العادمة، تمتد على 17 هكتارا، وتبلغ طاقة معالجتها ما ينتجه 1,3 مليون نسمة من المياه العادمة، ووضع شبكة لإعادة استعمال المياه المعالجة تتكون من خمس محطات للضخ، و80 كيلومترا من القنوات. وتعتمد محطة المعالجة الجديدة، أسلوب المعالجة البيولوجية المسمى ب«الحمأة المنشطة»، تليه عملية تصفية وتعقيم بالأشعة فوق البنفسجية، وبإضافة مادة الكلور. وتسمح هذه الطريقة بمعالجة النفايات وصرف ماء ذي جودة حسنة في الوسط الطبيعي من الدرجة «أ»، حسب تصنيف المنظمة العالمية للصحة، في ما يخص المياه المعالجة، وكذا إمكانية إعادة استعمالها في الري، وسقي المساحات الخضراء، المبرمجة في إطار المشاريع السياحية بالمدينة. وستمكن محطة مراكش من توفير مصدر متجدد وبديل من الماء يقدر ب33 مليون متر مكعب سنويا، وهو ما يمثل نحو نصف حجم الاستهلاك بالمدينة. وموازاة مع مراحل معالجة المياه، تشهد المحطة أيضا القيام بسلسلة من المعالجات الإضافية، حيث يقضي الحمأ 20 يوما تحت حرارة تصل إلى 37 درجة مائوية داخل أربع منشآت للهضم، سعة كل واحدة منها 6000 متر مكعب. وتمكن عملية الهضم من إنتاج 20000 وحدة من البيوغاز يوميا، والذي يستعمل في مزج وتسخين الحمأ، وكذا في إنتاج 30000 كيلوواط ساعة من الطاقة الكهربائية في اليوم، مما يغطي 45 بالمائة من حاجيات المحطة من الطاقة. وستمكن هذه النجاعة الطاقية من تقليص انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وذلك بتفادي قذف 60000 طن من ثاني أوكسيد الكربون سنويا. إثر ذلك يتم تخزين المياه المعالجة في حوض سعته 9000 متر مكعب، قبل أن يتم تصريفها عبر شبكة من القنوات، تمتد على طول 80 كيلومترا، مدعومة بواسطة خمس محطات للضخ. وقد مكنت هذه الشبكة من إيصال المياه المعالجة إلى مختلف نقط الاستعمال، خاصة منطقة النخيل (810 هكتار)، والتي ستستفيد من 3 ملايين متر مكعب من الماء سنويا، بالإضافة إلى تزويد 19 مجمعا سياحيا للغولف ب 23 مليون متر مكعب من الماء سنويا. ويعد المشروع ثمرة شراكة بين الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش (596 مليون درهم) والميزانية العامة للدولة (150 مليون درهم)، والمنعشين السياحيين الخواص (486 مليون درهم).