تشرح سهام أمسغرو، الأخصائية في تصحيح النطق، أسباب تأخر النطق عند الأطفال وطرق اكتشافه من طرف الأم وطرق العلاج. ما أسباب تأخر الكلام؟ -لأن هذه المصطلحات دقيقة جدا، يجب بداية أن نُفرّق بين التأخر اللغوي والتأخر في الكلام، حيث إن «التأخر في اللغة» (Retard de Langage) أعمّ وأشمل ويتميز بالنقص في الرصيد اللغوي للطفل وبعدم قدرته على تركيب الجمل والمعاني، بينما «التأخر في الكلام» (Retard de parole) هو اضطراب أخفّ منه، حيث يكون الطفل ممتلكا للغة ولكنه أثناء التعبير يعاني من عيوب في نطق الكلمة، كأنْ يحذف منها حرفا أو يُغيّره أو يضيف حرفا غير موجود، وهكذا.. مع العلم أنه قد يكون متقنا لنطق الحروف بشكل منفرد، لكنه داخل الكلمة لا ينطقها بشكل سليم. -هل لتأخر الكلام علاقة بالذكاء؟ -يُسجَّل تأخر اللغة أو الكلام، بشكل كبير، في حالات الإعاقة المصحوبة بتأخر عقلي أو اضطرابات نفسية أو عصبية، كما أنه قد يكون ناتجا عن ضعف في السمع، ولكن هناك حالات كثيرة نسميها «التأخر اللغوي الطبيعي» أو «البسيط»، والتي لا تكون مرتبطة بذكاء الطفل أو بقدراته العقلية أو العصبية، ويستطيع بذلك تجاوز تأخره مع الوقت، بمساعدة محيطه.
-ما هو العمر الطبيعي الذي يتكلم فيه الطفل؟ -في الحالات العامة والطبيعية، ينطق الطفل كلماته الأولى مع نهاية سنته الأولى، وعادة ما تكون هذه الكلمات «ماما»، «بابا».. ومع السنة الثانية، يتعلم الطفل استعمال «الأفعال» ويكتسب قدرة أكبر على إعادة وترديد ما يقال حوله (écholalie). وفي السنة الثالثة، عادة ما يكون قادرا على صياغة جمل بسيطة.. لكنْ يظل هناك أطفال يبلغون سن الثالثة دون أن يصلوا إلى هذا المستوى، إنما يستطيعون تنمية قدراتهم اللغوية بسرعة، خصوصا مع ولوجهم المدرسة. -هل تأخر النطق أمر وراثي؟ -يكون العامل الوراثي مطروحا في أغلب الاضطرابات اللغوية، خصوصا إذا تَبيَّن أن أحد الوالدين كان يعاني من نفس المشكل. -كيف تدرك الأم أن طفلها يعاني من تأخر الكلام؟ -عادة ما تقوم الأم بمقارنة نمو طفلها بنمو أخوته الأكبر منه أو بأقرانه من الأقارب أو المعارف، وفي الغالب، تكون هذه المقارنة مجحفة للطفل، فلكل طفل وتيرة نموه الخاصة به، وإذا ما تأخر في الكلام مثلا، فهذا لا يعني أبدا أنه أقل ذكاء. ولكنْ في نفس الوقت على الأم أن تبقى متنبهة وأن تحرص على مشاركته في اللعب وعلى تنمية رصيده اللغوي، من خلال أنشطة مختلفة، كمشاهدة الصور والتلوين وغير ذلك. فإذا أحست أن تأخر ابنها يدعو إلى القلق، فسيكون من المناسب أن تستشير أحد المختصين. -ما هو علاج تأخر وعيوب النطق؟ -هناك بعض الحالات التي لا تحتاج إلى تدخل علاجي، حيث يكون التأخر أو العيب في النطق ناتجا عن عدم اكتساب الطفل النضجَ الكافيَّ الذي يؤهله للتعلم، وهناك حالات تستوجب حصصا علاجية، يتم خلالها تنمية الرصيد اللغوي للطفل أو تصحيح عيوب النطق عبر أنشطة مختلفة.