تستعد فعاليات جمعوية بحي الشهداء بمدينة أيت ملول لتنظيم وقفة احتجاجية أمام المستشفى الإقليمي بأكادير، احتجاجا على تماطل مسؤولي المستشفى في إيجاد سرير شاغر داخل قسم الأمراض المزمنة يستفيد منه الطفل عبد الهادي الخثير المصاب بداء السرطان. ووفق إفادات منظمي هذه الوقفة ل«المساء» فقد سبق أن ربطوا الاتصال بمسؤول القطاع الصحي على مستوى الجهة، حيث قدم الأخير وعودا من أجل تقديم العلاجات الضرورية للطفل المريض، غير أنه، يقول هؤلاء، لم تتم الاستجابة لمطلب أسرة الطفل، الذي يمر بفترة حرجة خصوصا بعد انتشار روائح نتنة منبعثة من جسد الضحية جراء انتشار الداء الخبيث به، وهو ما دفع الفعاليات الجمعوية إلى مؤازرة الأسرة في محنتها، والوقوف إلى جانبها قصد لفت أنظار الجهات المسؤولة للحالة الصحية «الخطيرة» للطفل. وصرحت الفعاليات الجمعوية بأن الظروف الاجتماعية لأسرة الطفل المريض لا تسمح بتركه يتلقى العلاج وحيدا داخل المنزل، وهو ما دفع المجتمع المدني بالحي إلى مطالبة الجهات المعنية بضرورة توفير سرير للطفل بداخل المستشفى الإقليمي. واستطرد هؤلاء أنه من غير المنطقي أن يترك طفل برئ وصل إلى درجة متقدمة من المرض الخبيث، وتعيش أسرته في فقر مدقع، يتلقى العلاج بمفرده داخل منزل أسرته، الأمر الذي يتناقض مع مبدأ الحق في العلاج الذي تضمنه المواثيق الدولية. ومن جانبه قال مندوب الصحة في اتصال هاتفي ل«المساء»، إن الإدارة أخذت ملف الطفل بعناية خاصة، مضيفا أن الإدارة بصدد إيجاد حلول والبحث عن طريقة أفضل لعلاج الطفل إما بمدينة اكادير أو مراكش. وأضاف أنه يتفهم رغبة أسرة الطفل المريض في معالجة ابنها، وأنه سيتم بذل جهود في هذا الصدد قصد تلبية رغبة الأسرة. وفي سياق متصل، أكد الطبيب المعالج للطفل، في تصريح ل«المساء»، أن حالة الطفل حرجة وأن المرض الخبيث وصل الى درجة متقدمة من الخطورة، وبالتالي فمكوثه في المنزل سيفسح المجال في المقابل أمام مريض مصاب في طور العلاج المبكر، خاصة أمام الخصاص الحاصل في عدد الأسرة. وأكد المصدر نفسه أنه تم بذل جهود جبارة لعلاج الطفل من داء السرطان الذي أصيب به على مستوى الفم والخد من خلال إخضاعه لعمليتين جراحيين، كما تم القيام بمبادرة إرساله إلى المستشفى العسكري بالرباط قصد العلاج. واستطرد المتحدث أن أسرة الطفل لم تأخذ بنصائح الطبيب المعالج، خصوصا بعد أن تم إهمال الطفل لما يقارب السنيتن دون أن يخضع خلالها لفحوصات طبية بالمستشفى، وهو الأمر الذي زاد من تأزيم وضعيته الصحية. يشار إلى أن حالة الطفل المصاب، تندرج ضمن الأمراض الوراثية التي تصيب الأطفال المولودين من أبوين ينتميان إلى نفس العائلة، وتظهر علامات هذا المرض منذ الولادة من خلال بقع بادية على مستوى جسد المصاب، تتطور مع مرور السنوات الى مرض عضال. وينصح الأطباء آباء الأطفال المصابين بتتبع طرق علاجية وقائية، تتمثل في المراقبة الدقيقة لصحة الأبناء والقيام بفحوصات دورية مع عدم تعريض الطفل لأشعة الشمس.