اتهم عبد الله البورقادي، البرلماني السابق لتازة، عامل الإقليم عبد الغني الصبار بالتواطؤ ضده و«الصمت على عمليات تزوير نتائج الانتخابات الأخيرة، التي تورط فيها قائد جماعة بني يفراسن بإقليم تازة». وكان البورقادي، عضو اللجنة المركزية لحزب الاستقلال، يتحدث في ندوة صحفية نظمها أول أمس الأربعاء بمقر حزب الحزب بمدينة تازة حول ما قال إنه أدلة دامغة عن تدخل مصالح وزارة الداخلية لتوجيه نتائج انتخابات 25 نونبر التشريعية. وأكد البورقادي في اتصال مع «المساء» بأنه سبق له أن حذر وزير الداخلية، على هامش أحد اجتماعات لجنة الداخلية بالبرلمان، من وقوع تزوير في انتخابات 25 نونبر، مضيفا «قلت لوزير الداخلية إن قائد منطقة بني يفراسن يهددني بالتدخل بجميع الوسائل لمنعي من الفوز بمقعد برلماني، فطمأنني بأنه سيأخذ ملاحظاتي بعين الاعتبار. وبعد مدة استدعاني عامل تازة ووعدني بأنه سيعمل، مؤقتا، على إبعاد القائد عن المنطقة، مع انطلاق الحملة الانتخابية، لكنه لم يفعل ذلك، بل أخذ يتذرع لي بأنه لم يجد من يضعه في مكانه». ويتهم البورقادي قائد بني يفراسن بتزوير الانتخابات لفائدة رئيس جماعة بني يفراسن الغازي اجطيو، عن حزب الوحدة والديمقراطية. وأدلى البورقادي بما يفيد بأن عدد المصوتين في أحد المكاتب فاق عدد المسجلين، كما أدلى بوثائق تثبت أن 47 شخصا من المغاربة المقيمين بالخارج لم يثبت أنهم دخلوا إلى المغرب يوم التصويت، ومع ذلك اعتبروا في عداد المصوتين. كما حدث الأمر نفسه مع أربعة أشخاص متوفين. وكان الغازي اجطيو رئيس جماعة بني يفراسن حصل على نسبة 98.24 في المائة من مجموع الأصوات المعبر عنها في الدوائر الثلاث التي يطعن فيها منافسه عبد الله البورقادي، وهي أعلى نسبة تصويت على المستوى الوطني. كما لم تتعد نسبة الأصوات الملغاة 0.29 في المائة في المكاتب الثلاثة التابعة لقيادة بني يفراسن، والتي هي مدرسة أولاد بوجمعة، ومدرسة عين حمام، ومدرسة أولاد بوعزيز، «رغم أن نسبة الأمية في هذه المنطقة تعتبر من أكبر النسب وطنيا»، يعلق البورقادي. واتهم عبد الله البورقادي رئيس مكتب مدرسة أولاد بوجمعة بتزوير نتائج اللائحة الوطنية، وقال إن «رئيس هذا المكتب هو عضو بالمجلس الوطني لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي تواطأ بدوره مع رئيس جماعة بني يفراسن وقائدها، وكان نصيبه هو تحويل أصوات اللائحة الوطنية لحساب حزبه الذي لم يكن له مرشح باللائحة المحلية». وأضاف البورقادي قائلا: «كيف يعقل في منطقة نسبة الأمية فيها هي الأعلى وطنيا، أن يقوم الناخبون بالتصويت على حزب في اللائحة المحلية، وعلى حزب آخر في اللائحة الوطنية، وأن لا تتعدى نسبة الأصوات الملغاة 8 أصوات؟! لقد قسّم رئيس المكتب الكعكة مع رئيس المجلس اجطيو بمباركة القائد». وحضر في الندوة الصحافية، إلى جانب البورقادي، محمد بلشقر المشرف على مراقبي الانتخابات بتازة، الذي أدلى بشهادة قال فيها إنه كان رفقة ملاحظين اثنين من جنسية أمريكية، عندما عاينوا أن «أحد أعوان السلطة (شيخ) هو من يقوم بعملية عدّ الأصوات وملء المحاضر، رغم أن القانون يمنعه من ذلك». وأضاف بلشقر بأنه دون ملاحظاته في الحين وقدمها إلى الهيئة الوطنية لمراقبة الانتخابات.